[العبّاس بن علي وأخوته]
[ثمّ] إنّ العبّاس بن علي (عليه السّلام) ، قال لأخوته من اُمّه ، عبد الله وجعفر وعثمان : يا بني أمّي ، تقدّموا حتّى [أرثيكم] ؛ فإنّه لا وِلد لكم.
ففعلوا [وتقدّموا ، فقاتلوا قتالاً شديداً حتّى] قُتلوا [رحمهم الله] (١) و (٢).
[رضيع الحسين (عليه السّلام)]
وقعد الحسين (عليه السّلام) [فـ] ـأُتي بصبيّ له ، [هو : الرضيع ، أو أكبر منه]
_________________
(١) قال أبو مِخْنَف : وزعموا ... ٥ / ٤٤٨.
(٢) ثمّ لمْ يذكر مقتل العبّاس بن علي (عليه السّلام) ، فننقله عن الإرشاد ، للشيخ المفيد (قده). قال :
واشتدّ العطش بالحسين (عليه السّلام) فركب المسنّاة يُريد الفرات ، وبين يديه العبّاس أخوه ، فاعترضه خيل ابن سعد (لعنه الله!) وفيهم رجل من بني دارم ، فقال لهم : ويلكم! حولوا بينه وبين الفرات ، ولا تمكّنوه من الماء.
فقال الحسين (عليه السّلام) : «اللهمّ ، أظمئه!». فغضب الدارمي ورماه بسهم فأثبته في حنكه ، فانتزع الحسين (عليه السّلام) السّهم وبسط يده تحت حنكه ، فامتلأت راحتاه من الدم فرمى به ، ثمّ قال (ع) : «اللهمّ ، إنّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيّك».
ثمّ رجع إلى مكانه ، وقد اشتدّ به العطش.
وأحاط القوم بالعبّاس فاقتطعوه عنه ، فجعل يُقاتلهم وحده حتّى قُتل (رحمة الله عليه). وكان المتولّي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي (*) وحكيم بن الطفّيل السّنبسي ، بعد أنْ أُثخن بالجراح فلمْ يستطع حِراكاً. الإرشاد / ٢٤٠ ، ط النّجف الأشرف.
_________________
(*) وذكره الطبري : زيد بن رقاد الجني ٥ / ٤٦٨. وفي ٦ / ٦٤ : أنّه رجل من جنب ، وهو قاتل عبد الله بن مسلم بن عقيل وسويد بن عمرو الخثعمي ، من أصحاب الحسين (عليه السّلام). وقد مضت ترجمته في مقتل سويد.