عبدالله بن الحسين (ع) (١) ، فأجلسه في حجره (٢) ـ فهو في حجره ـ إذ رماه أحد بني أسد [حرملة بن كأهل أو هانئ بن ثبيت الحضرمي] بسهم فذبحه ، فتلقيّ الحسين (عليه السّلام) دمه ، فلمّا ملأ كفّه صبّه في الأرض ، ثمّ قال :
«ربّ ، إنْ تَكُ حبست عنّا النّصر من السّماء ، فاجعل ذلك لما هو خير ، وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين». (٣) و (٤).
[ابنا عبد الله بن جعفر]
فاعتورهم النّاس من كلّ جانب :
فحمل عبد الله بن قطبة النّبهاني الطائي على : عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، فقتله (٥).
_________________
(١) واُمّه : الرباب ابنة امرئ القيس الكلبي ٥ / ٤٦٨. وذكره المفيد في الإرشاد / ٢٤٠ وقال : وهو طفل.
(٢) قال عقبة بن بشير الأسدي : قال لي أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين ٥ / ٤٤٨.
(٣) حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال ٥ / ٤٤٨.
(٤) وروى الطبري : عن عمّار الدهني ، عن الباقر (عليه السّلام) أنّه قال (ع) : «وجاء سهم فأصاب ابناً له معه في حجره ، فجعل يمسح الدم عنه ، ويقول : اللهمّ ، احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا ، فقتلونا». ٥ / ٣٨٩. وقال اليعقوبي : ثمّ تقدموا رجلاً رجلاً حتّى بقى وحده ، ما معه أحد من أهله ولا ولده ولا أقاربه ، فإنّه لواقف على فرسه إذ أُتي بمولود قد وُلد في تلك السّاعة ، فأذّن في أُذنه وجعل يحنّكه ، إذ أتاه سهم فوقع في حلق الصبيّ فذبحه ، فنزع الحسين (عليه السّلام) السّهم من حلقه وجعل يلطّخه بدمه ، ويقول (ع) : «والله ، لأنت أكرم على الله من النّاقة ، ولمحمّد أكرم على الله من صالح». ثمّ أتى فوضعه مع ولده وبني أخيه ٢ / ٢٣٢ ، ط النّجف. وقال السّبط : فالتفت الحسين (ع) فإذا طفل له يبكى عطشاً ، فأخذه على يده ، وقال (ع) : «يا قوم إنْ لمْ ترحموني ، فارحموا هذا الطفّل». فرماه رجل منهم بسهم فذبحه ، فجعل الحسين (ع) يبكي ، ويقول : «اللهمّ ، احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا ، فقتلونا». فنُودي من الهواء : دعه يا حسين ، فإنّ له مرضعاً في الجنّة / ٢٥٢ ، ط النّجف.
(٥) واُمّه : جُمانة ابنة المسيّب بن نجبة الغزاري ٥ / ٤٦٩ ، من زعماء التوّابين من شيعة الكوفة. وقال أبو الفرج : اُمّه زينب العقيلة بنت علي بن أبي طالب (عليه السّلام) / ٦٠ ، ط النّجف.