[نهب الخيام]
ومال النّاس على نساء الحسين (عليه السّلام) وثقله ومتاعه ، [و] الورس (١) والحلل والإبل فانتهبوها ، [و] إنْ كانت المرأة تنازع ثوبها عن ظهرها حتّى تغلب عليه ، فيُذهب به منها (٢).
[و] قال النّاس لسنان بن أنس : قتلت حسين (ع) بن علي وابن فاطمة ابنة رسول الله (صلّى الله عليه [وآله]) ، قتلت أعظم العرب خطراً جاء إلى هؤلاء يُريد أنْ يُزيلهم عن ملكهم ، فأتِ امرءك فاطلب ثوابك منهم! لوأعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسين (ع) كان قليلاً.
وكانت به لوُثة (٣) ، فأقبل على فرسه حتّى وقف على باب فسطاط عمر بن سعد ، ثمّ نادى بأعلى صوته :
أوقر ركأبي فضّة وذهبا |
|
أنا قتلت الملك المحجّبا |
_________________
(١) هو : ورد أصفر مثل الزعفران ، طيب الرائحة ، كان يُؤتى به من اليمن. وقد أخذها الإمام (عليه السّلام) من الركب الذين كانوا يحملونها إلى يزيد ، في منزل التنعيم مبتدأ خروجه من مكّة. وكان ممّن أصاب من هذا الورس يوم عاشوراء : زياد بن مالك الضبيعي وعمران بن خالد العنزي ، وعبد الرحمن البجلي وعبد الله بن قيس الخولاني. فدلّ عليهم المختار فطلبهم فجاؤوا بهم إليه ، فقال لهم : يا قتلة الصالحين ، وقتلة سيّد شباب أهل الجنّة ، ألاَ تَرون الله قد أقاد منكم اليوم! لقد جاءكم الورس بيوم نحس. فأخرجهم إلى السّوق فضرب رقابهم ٦ / ٥٨.
(٢) حدّثني القعب بن زهير ، عن حميد بن مسلم ، قال ٥ / ٤٥٣. وقال اليعقوبي : وانتهبوا مضاربه وابتزوا حرمه ٢ / ٢٣٢. وروى المفيد الخبر / ٢٤٢. وقال السّبط : وعرّوا نساءه وبناته من ثيابهن / ٢٥٤.
(٣) بالضّم : البطْء والاسترخاه ، مجمع البحرين.