قتلت خير النّاس أمّاً وأبا |
|
وخيرهم اذ ينسبون نسبا (١) |
فقال عمر بن سعد : أدخلوه عليّ. فلمّا أدخل خذفه بالقضيب ، ثمّ قال :
يا مجنون ، أشهد أنّك لمجنون ما صححت قط ، أتتكلم بهذا الكلام! أمَا والله ، لوسمعك ابن زياد لضرب عنقك.
[وحمل] شمر بن ذي الجوشن في رجّالة معه [على ثقل الحسين (عليه السّلام) ، فانتهو] إلى علي بن الحسين الأصغر (ع) ، وهومريض منبسط على فراش له ، [والـ] ـرجّالة معه يقولون : ألاَ نقتل هذا؟
قال حميد بن مسلم ، فقلت : سبحان الله! أنقتل الصبيان؟ إنّما هذا صبيّ (٢).
حتّى جاء عمر بن سعد ، فقال : ألاَ ، لا يعرضنّ لهذا الغلام المريض أحد ، ولا يدخلنّ بيت هؤلاء النّسوة ، ومن أخذ من متاعهم شيئاً فليردّه عليهم ، فما ردّ أحد شيئاً. وأخذ عمر بن سعد : عقبة بن سمعان ، فقال له : ما أنت؟
قال : أنا عبد مملوك ، فخلّى سبيله ، فلمْ ينجُ أحد منهم غيره (٣).
_________________
(١) ورواها أبو الفرج / ٨٠ ط النّجف ، وسبط ابن الجوزي / ٢٥٤ ط النّجف ، والمسعودي ٣ / ٧٠.
(٢) وقال الطبري في كتابه ذيل المذيل : وشهد علي بن الحسين الأصغر (ع) معه أبيه كربلاء ، وهوابن ثلاث وعشرين سنة ، وكان مريضاً نائماً على فراش ، فلمّا قُتل الحسين (عليه السّلام) ، قال شمر بن ذي الجوشن : اقتلوا هذا. فقال له رجل من أصحابه : سبحان الله! أتقتل فتىً حدًثاً مريضاً لمْ يُقاتل؟! وجاء عمر بن سعد ، فقال : لا تعرّضوا لهؤلاء النّسوة ، ولا لهذا المريض / ٦٣٠ ، ط دار المعارف ، بتحقيق محمّد أبوالفضل إبراهيم. وقريباً منه المفيد / ٢٤٢ ، والسّبط / ٢٥٦ ـ ٢٥٨ ، ط النّجف.
(٣) إلاّ أنّ المرقع بن ثُمامة الأسدي كان قد نثر نبله وجثا على ركبتيه فقاتل ، فجاءه نفر من قومه ، فقالوا له : أنت آمن ، أخرج إلينا. فخرج إليهم. فلمّا قدم بهم عمر بن سعد على ابن زياد وأخبره خبره ، سيّره إلى الزارة ٥ / ٤٥٤ ، والزارة : موضع حار بعمّان الخليج ، كان منفىً ينفون إليها المحكومين عليهم بالنّفي. وقد سبق قبل هذا خبر خروج الضحاك بن عبد الله المشرّقي الهمداني بإذن الإمام (عليه السّلام) حسب شرطه على الإمام. وأما النّجاة من القتل ، فلفظ أبي مِخْنَف : استُصغر علي بن الحسين (ع) ، فلمْ يُقتل ٥ / ٤٦٨. واستُصغر الحسن بن الحسن بن علي ، وعمر بن الحسن بن علي (عليهم السّلام) فتركا ، ولمْ يُقتلا ٥ / ٤٦٩ ؛ وأما عبد الله بن الحسن ، فقد قُتل أيضاً ٥ / ٤٦٨. وقال أبو الفرج : وكان الحسن بن الحسن بن علي (عليهما السّلام) قد أرتث جريحاً ، فحمل / ٧٩ ، ط النّجف.