[وطئ الخيل]
ثمّ إنّ عمر بن سعد نادى في أصحابه : مَن ينتدب للحسين (ع) ويوطئه فرسه؟ فانتدب عشرة ، منهم : إسحاق بن حَيْوة الحضرمي وأحبش بن مرثد الحضرمي ، فأتوا فداسوا الحسين (عليه السّلام) بخيولهم حتّى رضّوا ظهره وصدره (١).
وصلّى عمر بن سعد على [مَن] قُتل من أصحاب [ـه] ودفنهم.
وسرّح برأس [الإمام (عليه السّلام)] من يومه ذلك مع خوْليّ بن يزيد إلى عبيد الله بن زياد ، فأقبل خوْليّ دار القصر فوجد باب القصر مغلقاً ، فأتى منزله فوضعه تحت إجانة في منزله (٢). فلمّا أصبح غدا بالرأس إلى عبيد الله بن زياد.
_________________
(١) فبرص إسحاق بن حيوة الحضرمي. وبلغني أنّ أحبش بن مرثد الحضرمي كان واقفاً في قتال بعد ذلك ، فأتاه سهم غرب [لا يُعرف راميه] ففلق قلبه فمات. وروى وطئ الخيل أبو الفرج / ٧٩ ، والمسعودى ٣ / ٧٢ ، والمفيد في الإرشاد / ٢٤٢ ـ ط النّجف ـ ، وسبط ابن الجوزي / ٢٥٤ ، ثمّ قال : ووجدوا في ظهره آثاراً سوداً فسألوا عنها ، فقِيل : كان ينقل الطعام على ظهره في اللّيل إلى مساكين أهل المدينة ... وإنّما ارتكب بن سعد هذا الشقاء لقول ابن زياد في كتابه إليه : فإنّ قُتل حسين (ع) فأوطئ الخيل صدره وظهره ؛ فإنّه عاقّ شاقّ ، قاطع ظلوم ؛ وليس دهري في هذا أن يضرّ بغد الموت شيئاً ، ولكن عليّ قول لوقد قتلته فعلت به هذا ٥ / ٤١٥.
(٢) قال هشام : فحدّثني أبي ، عن النّوار بنت مالك بن عقرب من الحضرميّين [، وهي امرأة خوْلّى] ، قالت : أقبل خوْلّى برأس الحسين (عليه السّلام) فوضعه تحت إجانة في الدار ، ثمّ دخل البيت فأوى إلى فراشه. فقلت له : ما الخبر؟ ما عندك؟ قال : جئتك بغنى الدّهر ، هذا رأس الحسين (ع) معكِ في الدار.
فقلت : ويلك! جاء النّاس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله (صلّى الله عليه [وآله]) ، لا والله ، لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبداً.
فهممت من فراشي فخرجت إلى الدار ، وجلست أنظر ، فوالله ، مازلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السّماء إلى الإجانة ، ورأيت طيراً أبيضَ ترفرف حولها ٥ / ٤٥٥.