عدوّ وصديق (١) وصحن النّسوة ولطمن وجوههنّ (٢).
ودفن الحسين (ع) وأصحابه أهل الغاضريّة من بني أسد ، بعد ما قُتلوا بيوم (٣) و (٤).
[رأس الامام عند ابن زياد]
قال حميد بن مسلم : دعاني عمر بن سعد فسرّحني إلى أهله لأبشرّهم بفتح الله عليه وبعافيته.
فأقبلت حتّى أتيت أهله فأعلمتهم بذلك.
[ثمّ وجدت] ابن زياد قد جلس ، وقد قدم الوفد [بالرؤوس] عليه.
فجاءت كندة : بثلاثة عشر رأساً ، وصاحبهم قيس بن الأشعث ، وجاءت هوازن : بعشرين رأساً ، وصاحبهم شمر بن ذي الجوشن ، وجاءت تميم : بسبعة عشر رأساً ، وجاءت بنوأسد : بستّة أرؤس ، وجاءت مذحج : بسبعة أرؤس ، وجاء سائر الجيش : بسبعة أرؤس فذلك سبعون رأساً.
فأدخلهم وأذن للنّاس فدخلت فيمَن دخل ، فإذا رأس الحسين (عليه السّلام) موضوع بين يديه ، وإذا هو ينكت بقضيب بين ثنيّتيه.
فلمّا رآه زيد بن أرقم (٥) لا ينجم عن نكته بالقضيب ، قال له : أعْلُ بهذا
_________________
(١) ورواه السّبط / ٢٥٦.
(٢) فحدّثني أبو زهير العبسي ، عن قرّة بن قيس التميمي ٥ / ٤٥٥.
(٣) حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال ٥ / ٤٥٣ ـ ٤٥٥.
(٤) والمفيد في الإرشاد / ٢٤٣ ـ ٢٤٩ ، والمسعودي في مروج الذهب ٣ / ٧٢. والمشهور : أنّه كان بعد ما قُتلوا بثلاثة أيّام ، وذلك مع الإمام السجّاد (عليه السّلام) ، كما تشهد به مناظرة علي بن حمزة مع الرضا (عليه السّلام) ، فراجع مقتل الحسين للمقرّم / ٤١٥.
(٥) مضت ترجمته في خطبة الحسين (عليه السّلام) على أهل الكوفة يوم عاشوراء. وروى السّبط عن البخارى عن ابن سيرين ، أنّه قال : لمّا وُضع رأس الحسين (ع) بين يدي ابن زياد ، جُعل في طست وجعل يضرب ثناياه بالقضيب ، وكان عنده أنس بن مالك ، فبكى وقال : أشبههم برسول الله / ٢٥٧.