ابنة فاطمة (عليها السّلام) أرذل ثيابها وتنكّرت وحفّت بها إماؤها ، [و] جلست.
فقال عبيد الله بن زياد : من هذه الجالسة؟ فلمْ تكلّمه. فقال ذلك ثلاثاً ، كلّ ذلك لا تكلّمه.
فقال بعض إمائها : هذه زينب ابنة فاطمة (عليها السّلام).
فقال لها عبيد الله : الحمد الذي فضحكم وقتلكم ، وأكذب أحدوثتكم.
فقالت : الحمد لله الذي أكرمنا بمحمّد (صلّى الله عليه [وآله]) وطهّرنا تطهيراً ، لا كما تقول أنت ، إنّما يُفتضح الفاسق ويُكذّب الفاجر.
قال : فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟
قالت : (كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ) [ال عمران / ١٥٤] ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّون إليه وتخاصمون عنده (١).
فغضب ابن زياد واستشاط ، فقال لها :
قد أشفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك.
فبكت ، ثمّ قالت : لعمري لقد قتلت كهلي وأبرت أهلي ، وقطعت فرعي واجتثثت أصلى ، فإنْ يشفيك هذا ، فقد اشتفيت.
فبكت ثم قالت : لعمري لقد قتلت كهلي ، وأبَرْت اهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي! فان يشفيك هذا فقد اشتفيت!
فقال عبيد الله : هذه سجّاعة (٢) ، [و] لعمري قد كان أبوك شاعراً سجّاعا (٣).
[ثمّ] نظر عبيد الله بن زياد إلى علي بن الحسين (ع) ، فقال له : ما اسمك؟
_________________
(١) ورواه المفيد في الإرشاد / ٢٤٣ ، والسّبط / ٢٥٨ ـ ٢٥٩ ، ط النّجف.
(٢) وردت الكلمة في الطبري : شجاعة وشجاعاً ، ورواها المفيد في الإرشاد كما ذكرناه / ٢٤٤ ، ط النّجف. وهوالنّسب الأوفق بالسّياق.
(٣) حدّثني سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم ، قال ٥ / ٤٥٦ ـ ٤٥٧.