قال (ع) : «أنا علي بن الحسين».
قال : ولمْ يقتل الله عليّ بن الحسين؟
فسكت.
فقال له ابن زياد : مالك لا تتكلّم؟
قال (ع) : «قد كان لي أخ يُقال له أيضاً : عليّ ، فقتله النّاس».
قال : إنّ الله قد قتله.
فسكت علي [بن الحسين (عليه السّلام)].
فقال له : مالك لا تتكلّم؟
قال (ع) : (اللّهُ يَتَوَفّى النّفس حِينَ مَوْتِهَا) (١) (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلّا بِإِذْنِ اللّهِ) (٢).
قال : أنت والله ، منهم.
[ثم قال لمريّ بن معاذ الأحمري] : ويحك أقتله!
[فـ] ـتعلّقت به عمّته زينب ، فقالت : يابن زياد ، حسبك منّا ، أمَا رُويت من دمائنا؟! وهل أبقيت منّا أحداً. [و] اعتنقته [و] قالت : أسألك بالله ـ إنْ كنت مؤمناً ـ إنْ قتلته ، لمّا قتلتني معه.
وناداه علي [بن الحسين] (ع) : «إنْ كانت بينك وبينهنّ قرابة ، فابعث معهنّ رجلاً تقيّاً يصحبهن بصحبة السّلام».
فنظر إليهما ، ثمّ قال : عجباً للرّحم! والله ، ودّت لو أنّي قتلته أنّي قتلتها معه ، دعوا الغلام (٣) و (٤).
_________________
(١) سورة الزمر / ٤٢.
(٢) سورة آل عمران / ١٤٥.
(٣) وأمّا سليمان بن أبي راشد فحدثني عن حميد بن سلم ، قال ٥ / ٤٥٧.
(٤) قال الطبري في ذيل المذيّل : قال علي [ابن الحسين الأصغر (ع)] : «فلمّا أُدخلت على ابن زياد ، قال :