[موقف عبد الله بن عفيف]
[و] نُودي : الصلاة جامعة. فاجتمع النّاس في المسجد الأعظم فصعد ابن زياد المنبر ، فقال :
الحمد لله الذي أظهر الحقّ وأهله ، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب : الحسين بن علي (ع) وشيعته.
فلمْ يفرغ ابن زياد من مقالته حتّى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي الغامدي ـ وكان من شيعة علي كرّم الله وجهه ، [و] كان لا يكاد يُفارق المسجد الأعظم يصلّي فيه إلى اللّيل (١) ـ فلمّا سمع مقالة ابن زياد ، قال :
إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك ، والذي ولاّك وأبوه يابن مرجانة (٢) ، أتقتلون أبناء النّبيّين وتتكلّمون بكلام الصدّيقين؟!
فقال ابن زياد : عليّ به.
فوثبت عليه الجلاوزة (٣) فأخذوه.
_________________
(١) كانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع علي (عليه السّلام) ، وفي صفّين ضُرب ضربةً على رأسه وأخرى على حاجبه ، فذهبت عينه الأخرى ٥ / ٤٥٨ ، والإرشاد / ٢٤٤. وروى السّبط خبره مختصراً / ٢٥٩.
(٢) مرجانة ، معرّب : (مهرگان بالفارسيّة) ، اُمّ ابن زياد سبيّة. قِيل من : خوزستان.
(٣) الجلاوزة جمع : الجلواز ، معرّب : (گلوباز) ، الشرّطي كان يفتح صدره استعداداً للأمر.