دعا بعلي بن الحسين (ع) وصبيان الحسين (ع) ونسائه ، فأُدخلوا عليه والنّاس ينظرون ، فأُجلسوا بين يديه فرأى هيئةً قبيحةً ، فقال : قبّح الله ابن مرجانة! لوكانت بينه وبينكم رحم وقرابة ما فعل هذا بكم ، ولا بعث بكم هكذا.
[ثمّ] قال يزيد لعليّ [ابن الحسين (ع)] : يا علي ، أبوك الذي قطع رحمي وجهل حقّي ونازعني سلطاني ، فصنع الله به ما قد رأيت.
فقال علي (عليه السّلام) : (مَا أَصَابَ مِن مُصِيَبةٍ فِي الأرض وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتَابٍ مِن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا) (١).
فقال له يزيد : (وَمَا أَصَابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ) (٢) و (٣).
عن فاطمة بنت علي (عليه السّلام) (٤) ، قالت : لمّا أجلسنا بين يدي يزيد بن معاوية ، قام رجل أحمر من أهل الشام إلى يزيد ، فقال : يا أمير المؤمنين! هب لي هذه [وهو] يعنّيني! فأرعدت وفرقت ، وظننت أن ذلك جائز لهم ، وأخذت بثياب أختي زينب ، وكانت أكبر منّي وأعقل وتعلم أن ذلك لا يكون ، فقالت [له] :
كذبت والله ، ، ولؤمت! ما ذلك لك ولا له!
فغضب يزيد فقال : كذبت والله ،! إن ذلك لي ولوشئت أن أفعله لفعلت!
_________________
(١) سورة الحديد / ٢٢. وتمامها : (إِنّ ذلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ والله ، لاَ يُحِبّ كلّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). ورواها أبو الفرج بتمامها / ٨٠. ورواها السّبط ، ثمّ قال : وكان علي بن الحسين (ع) والنّساء موثقين في الحبال ، فناداه علي (ع) : «يا يزيد ، ما ظنّك برسول الله (ص) لو رآنا موثقين في الحبال ، عرايا على أقتاب الجمال؟». فلمْ يبقَ في القوم إلاّ مَن بكى / ٢٦٢.
(٢) سورة الشورى / ٣٠. وروى أبو الفرج : أنّ يزيد بدأ بهذه الآية ، فأجابه الإمام (عليه السّلام) بآية سورة الحديد ، وهوالأنسب.
(٣) قال أبومِخْنَف ٥ / ٤٦١ ، والإرشاد / ٢٤٦ ، ط النّجف.
(٤) هكذا النّص ، والمفيد في الإرشاد / ٢٤٦ ، والسّبط في التذكرة / ٢٦٤ ذكراها : بنت الحسين (ع).