خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه (١) ؛ فانّ له رحماً ماسّةً ، وحقّاً عظيماً.
وأمّا ابن أبي بكر ، فرجل إنْ رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثلهم ، ليس له همّة إلا ّفي النّساء واللّهو.
وأمّا الذي يجثم لك جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب ، فاذا أمكنته فرصة وثب ، فذاك ابن الزبير؛ فإنْ هو فعلها بك ، فقطّعه إرباً إرب (٢).
[هلاك معاوية]
[ثمّ مات معاوية لهلال رجب من سنة ستّين من الهجرة] (٣).
[فـ] خرج الضحّاك بن قيس [الفهري] (٤) حتّى صعد المنبر ، وأكفان معاوية على يديه تلوح ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : إنّ معاوية كان عود العرب وحدّ العرب ، قطع الله به الفتنة وملّكه على العباد ، وفتح به البلاد ، ألاَ إنّه قد مات ؛ فهذه أكفانه فنحن مدرجوه فيها ومدخلوه قبره ، ومخلّون بينه وبين عمله ، ثمّ هو البرزخ إلى يوم القيامة ، فمن كان منكم يريد أنْ يشهده ، فليحضر عند [الزوال].
_________________
(١) لا يُخفى أنّه قال : فإنْ خرج عليك فظفرت به ـ أي : فإنْ خرج عليك ، فحاربه حتّى تظفر به ـ ، ولكن لا تقتله ؛ وبهذا يجمع له بين الحسنيين ، بين الظفر وعدم النقمة عليه. وممّا يدلّ على تمهيد معاوية لقتال الحسين (عليه السّلام) : كتابه المودع عند غلامه سرجون الرومي بولاية ابن زياد للعراق ، إنْ حدث حادث ، كما يأتي.
(٢) ورواه الخوارزمي / ١٧٥ بزيادات.
(٣) ٥ / ٣٢٤. قال هشام بن محمّد. وفي ص / ٣٣٨ ، قال هشام بن محمّد عن أبي مِخْنف : ولي يزيد في هلال رجب سنة (٦٠ هـ).
(٤) كان مع معاوية في صفّين فجعله على الرجّالة أو القلب من أهل دمشق ، ثمّ ولاّه على ما في سلطانه من أرض الجزيرة بـ (حرّان) فاجتمع إليه عثمانيّة البصرة والكوفة ، فبعث إليه علي (عليه السّلام) مالك الأشتر النَّخعي فحاربه (سنة ٣٦ هـ) ، فجعله معاوية على شرطته بدمشق حتّى بعثه إلى الكوفة سنة