من لا تزل نفسه توفى على شرف |
|
توشك مقاليد تلك النفس أن تقعا |
لمّا انتهينا وباب الدار منصفق |
|
وصوت رملة ريع القلب فانصدع (١) |
[كتاب يزيد إلى الوليد]
ولّي يزيد في هلال رجب سنة ستّين ، وأمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان (٢) ، وأمير مكّة عمرو بن سعيد بن العاص (٣) ،
_________________
(١) ٥ / ٣٢٧. حدّثت عن هشام بن محمّد ، عن أبي مِخْنف قال : حدّثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة ، قال : لمّا مات معاوية خرج ...
(٢) ولّي المدينة من قبل معاوية سنة (٥٨ هـ) ٥ / ٣٠٩ ، فلمّا تهاون في أمر الإمام الحسين (عليه السّلام) ، عزله يزيد في رمضان ـ من نفس السّنة ـ وولّى عليها عمرو بن سعيد الأشدق ٥ / ٣٤٣ ، وأبوه الوليد بن عتبة من أنصار معاوية في صفّين. وكان عليّ (عليه السّلام) قد قتل جدّه ، وقعة صفّين / ٤١٧.
وآخر عهدنا به في الطبري : أنّ الصحّاك بعد هلاك يزيد دعا إلى ابن الزبير فسبّه الوليد ، فحبسه الضحّاك ٥ / ٥٣٣.
وذكر المحدّث القميّ في تتمّة المنتهى / ٤٩ : أنّه صلّى على معاوية بن يزيد بن معاوية فطعن ، فمات.
(٣) ولاّه يزيد المدينة في رمضان سنة (٦٠ هـ) ، ثمّ ولاّه أمر الموسم والحج ، فحجّ بالنّاس سنة (٦٠ هـ) ، وهذا ممّا يُؤيّد ما يروى : إنّ يزيد أوصاه بالفتك بالحسين (ع) أينما وجد ، ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة.
وبُويع له بولاية العهد بعد خالد بن معاوية بن يزيد من بعد مروان بن الحكم يوم البيعة له في (الجابية) من أرض (الجولان) بين دمشق والأردن ، يوم الأربعاء أو الخميس لثلاث أو أربع خلون من ذي القعدة سنة (٦٤ هـ) بعد هلاك معاوية بن يزيد ، على أنْ تكون إمارة دمشق لعمرو بن سعيد من نفس ذلك اليوم.
فلمّا خرج إليهم الضحّاك بن قيس الفهري من دمشق داعياً إلى نفسه أو ابن الزبير ، وعزم مروان على محاربته ، كان عمرو بن سعيد على ميمنته ٥ / ٥٢٧ ، ثمّ فتح لمروان مصر ، وحارب مصعب بن الزبير في فلسطين حتّى هزمه ٥ / ٥٤٠ ، فلمّا انصرف راجعاً إلى مروان بلغ مروان أنّ حسّان بن بجدل الكلبي خال يزيد بن معاوية وكبير بني كلاب ، وهو الذي دعا النّاس إلى مروان فبايعوه ، قد بايع لعمرو بن سعيده مباشرةً ، فدعا مروان بحسّان وأخبره بما بلغه عنه ، فأنكر وقال : أنا أكفيك عمرو. فلمّا اجتمع النّاس العشيّة قام خطيباً فدعا النّاس إلى بيعة عبد الملك بالعهد بعد مروان ، فبايعوه عن آخرهم.