فدعاه إليه (١).
[استشارة مروان]
فلما قرأ عليه كتاب يزيد استرجع وترحّم عليه ، واستشاره الوليد في الأمر ، وقال : كيف ترى أنْ نصنع؟ قال : فإنّي أرى أنْ تبعث السّاعة إلى هؤلاء النفر فتدعوهم إلى البيعة والدخول في الطاعة ، فإنْ فعلوا قبلت منهم وكففت عنهم ، وإن أبوا قدّمتهم وضربت أعناقهم قبل أنْ يعلموا بموت معاوية ؛ فإنّهم إنْ علموا بموت معاوية وثب كلّ امرئ منهم في جانب وأظهر الخلاف والمنابذة ، ودعا النّاس إلى نفسه (٢).
[رسول البيعة]
فأرسل [الوليد] عبد الله بن عمرو بن عثمان ـ وهو إذ ذاك غلام حدث (٣) ـ إليهما يدعوهم فوجدهما في المسجد ، وهما جالسان فأتاهما في ساعة لمْ
_________________
(٦٢ هـ) ، وكان هو الذي استغاث بيزيد فأغاثه بمسلم بن عقبة المرّي ٥ / ٤٨٢ ، فلمّا بلغ أهل المدينة إقبال مسلم بن عقبة حاصروا بني أميّة ، وهم ألف رجل في دار مروان ، ثمّ أخرجوهم من المدينة فترك أهله عند علي بن الحسين (عليه السّلام) (بينبع) فقبل إعالتهم وحمايتهم. وكان (عليه السّلام) قد اعتزل المدينة إليها كراهيّة أنْ يشهد شيئاً من أمورهم ٥ / ٤٨٥ ، ثمّ ولى المدينة عبيدة بن الزبير لأخيه عبد الله بن الزبير سنة (٦٤ هـ) فأخرج منها بني أمية إلى الشام ، فبويع لمروان بها بالخلافة سنة (٦٤ هـ) ٥ / ٥٣٠ ، ومات في رمضان سنة (٦٥ هـ).
(١) وتمام الخبر : وكان الوليد يوم قدم المدينة قدمها مروان متكارهاً ، فلمّا رأى ذلك الوليد منه شتمه عند جلسائه ، فبلغ ذلك مروان فجلس عنه وصرمه [أي : قاطعه] ، فلمْ يزل كذلك حتّى جاء نعي معاوية إلى الوليد ، فلمّا عظم على الوليد هلاك معاوية وما أمر به من أخذ هؤلاء الرهط بالبيعة ، فزع عند ذلك إلى مروان ودعاه ٥ / ٣٢٥.
(٢) ٥ / ٣٣٩. قال هشام بن محمّد عن أبي مِخْنف ... ، ورواه الخوارزمي / ١٨١.
(٣) كان حيّاً إلى سنة (٩١ هـ) ، حيث كان فيمَن استقبل الوليد بن عبد الملك بالمدينة من رجال