فيكون هذا أوّل كتاب في التاريخ من شيعته (عليه السّلام).
وهكذا سبق الشيعة سائر المسلمين في كتابة التاريخ أيضاً ، فكان محمّد بن السّائب الكلبي (١٤٦ هـ) وأبو مِخْنف لوط (١٥٨ هـ) ، وهشام الكلبي (٢٠٦ هـ) وغيرهم من مصادر التاريخ الإسلامي (١).
كربلاء :
وفي كربلاء وقعت تلك الحادثة التي خلّدها التاريخ ، والتي أتت فيما أتت عليه على حياة الإمام العظيم سبط الرسول الكريم ، سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين (عليه الصلاة والسّلام).
وكذلك بقيت هذه الحادثة الأليمة في سنة (٦١ هـ) ، أحاديث شجون تتناقلها الألسن نقلاً عن الذين كانوا قد شهدوا المعركة ، أو الحوادث السّابقة عليها أو التالية لها ، كسائر أحاديث المغازي والحروب في الإسلام ... حتّى انبرى لها في أوائل المئة الثانية للهجرة أبو مِخْنف ، لوط بن يحيى بن سعيد بن مِخْنف بن سليم الأزدي الغامدي الكوفي (ت ١٥٨ هـ) (٢) ، فجمعها من أفواه الرواة وأودعها كتاباً أسماه : (كتاب مقتل الحسين) (عليه السّلام) كما في قائمة كُتبه. فكان أوّل كتاب في تاريخ هذه الحادثة العظمى على الإطلاق.
وتتلمذ على يد أبي مِخْنف في أحاديث تاريخ الإسلام كوفي آخر ، هو : هشام بن محمّد بن السّائب الكلبي الكوفي ، النسّابة المتوفّى (٢٠٦ هـ) (٣). فقرأ على
_________________
(١) راجع للزيادة : مؤلّفو الشيعة في الإسلام ، والشيعة وفنون الإسلام ، وتأسيس الشيعة لعلوم الإسلام / ٩١ ـ ٢٨٧ ، وأعيان الشيعة ١ / ٨ ـ ١٤٨ ، والغدير ٦ / ٢٩٠ ـ ٢٩٧.
(٢) فوات الوفيات ٢ / ١٤٠ ، والأعلام للزركلي ٣ / ٨٢١.
(٣) مروج الذهب ٤ / ٢٤ ، ط مصر.