[دخول مسلم (عليه السّلام) الكوفة]
ثمّ أقبل مسلم (عليه السّلام) حتّى دخل الكوفة [ومعه أصحابه الثلاثة : قيس بن مصهر الصيداوي وعمارة بن عبيد السّلولي وعبد الرحمن بن عبد الله بن الكدن الأرحبي] (١) ، فدخل دار المختار بن أبي عبيد (٢).
_________________
(١) ٥ / ٣٥٥. وذلك لخمس خلون من شوّال ، كما في مروج الذهب ٢ / ٨٦.
(٢) الثقفي ، وُلد في السّنة الأوّلى للهجرة ٢ / ٤٠٢ واستخلفه على المدائن عمّه ، سعد بن مسعود الثقفي سنة (٣٧ هـ) ٥ / ٧٦ ، وكان بها عند عمّه إلى بعد عام الجماعة سنة (٤٠ هـ) ٥ / ١٥٩. وأشار الطبري إلى ما أشار به المختار على عمّه بتسليم الحسن (عليه السّلام) إلى معاوية ٥ / ٥٦٩. وفي ولاية زياد على الكوفة دعاه إلى الشهادة على حجر بن عدي فراغ عنها ٥ / ٢٧٠ ، وكان صاحب راية يوم خروج مسلم ٥ / ٣٨١ ، ولكنّه كان قد خرج برايته ومواليه إذ علم بحبس هانئ وقبل خروج مسلم (عليه السّلام) على غير ميعاد من أصحابه ، فاستسلم لدعوة عمرو بن حريث المخزومي إياه إلى الدخول تحت راية إلاّمان لابن زياد ، وأدخل عليه فعرض وجهه بقضيبه فخبط عينه فشتره ، وحبس حتّى قُتل الحسين (عليه السّلام). وكانت أخته صفيّة زوجة عبد الله بن عمر ، فبعث بابن عمّه زائدة بن قدامة الثقفي إلى ابن عمر يسأله ليكتب إلى يزيد ، فيكتب إلى ابن زياد باخراجه من السّجن ، ففعل وأخرجه ابن زياد من الكوفة ، فخرج إلى الحجاز فبايع ابن الزبير وقاتل معه أهل الشام قتإلاّ شديد. وبعد موت يزيد بخمسة أشهر ترك ابن الزبير وأقبل إلى الكوفة ٥ / ٥٧٠ ـ ٥٧٨ ، فدخلها وسليمان بن ُصرد الخزاعي يدعو الشيعة إلى التوبة والطلب بدم الحسين (عليه السّلام) ، فادّعى المختار : أنّه جاءهم من قِبل محمّد بن الحنفية ، وأنّ سليمان لاعلم له بالحرب يقتل نفسه وأصحابه ٥ / ٥٦٠ و ٥٨٠. فلمّا خرج التوّابون حبسه ابن مطيع عامل ابن الزبير ٥ / ٦٠٥ فبعث المختار : غلامه زربياً إلى ابن عمر يسأله أنْ يكتب له إلى عامل ابن الزبير ؛ ليخرجه فكتب فاخرجه بضمان ويمين ٦ / ٨ ، فخرج وغلب على الأمر وقاتل ابن زياد فقتله ، وقتل قتلة الحسين (عليه السّلام) حتّى قتله مصعب بن الزبير سنة (٦٧ هـ) ٦ / ١٠٧ وأمر مصعب بكفّ المختار ، فسمّرت بمسمار إلى جانب المسجد حتّى نزعها