واتّخذ أعضاء المؤتمر بالإجماع القرارات التالية ، وهي :
١ ـ أنْ يكون شعار المعركة دم عثمان والمطالبة بثأره ؛ لأنّه قُتِلَ مظلوماً ، واستباح الثوار دمه بعد توبته بغير حقّ. لقد رفعوا قميص عثمان شعاراً لهم ، فكان شعاراً للتمرّد ، وشعاراً للرأسمالية القرشية التي طغت في البلاد.
٢ ـ تحميل الإمام علي (عليه السّلام) المسؤولية في إراقة دم عثمان ؛ لأنّه آوى قتلته ولَمْ يقتص منهم.
٣ ـ الزحف إلى البصرة واحتلالها ، واتّخاذها المركز الرئيس للثورة ؛ لأنّ لهم بها حزباً وأنصاراً ، وقد أعرضوا عن الزحف إلى يثرب ؛ لأنّ فيها الخليفة الشرعي ، وهو يتمتع بالقوى العسكرية التي لا قابلية لهم عليها ، كما أعرضوا عن النزوح إلى الشام ؛ لأنّ الاُمويِّين لَمْ يستجيبوا لهم ؛ لأنّها كانت تحت قبضتهم فخافوا عليها من التصدّع والاحتلال.
وجهّز يعلى بن أُميّة جيش عائشة بالأموال التي نهبها مِنْ بيت المال حينما كان والياً على اليمن أيّام عثمان. ويقول المؤرخون : إنّه أمدّ الجيش بستمئة بعير ، وستمئة ألف درهم (١) ، وأمدّهم عبد الله بن عامر والي عثمان على البصرة بمال كثير (٢) كان قد اختلسه مِنْ بيت المال ، ولَمْ يتحرّج أعضاء القيادة العسكرية العامّة في جيش عائشة مِنْ هذه الأموال المحرّمة.
__________________
(١) و (٢) تاريخ ابن الأثير ٣ / ١٠٦.