لقد رأى الإمام أنّه مسؤول عن هذه الأُمّة ، وأنّه لا يجدي بأيّ حالٍ في تغيير الأوضاع الاجتماعية التزام جانب الصمت ، وعدم الوثوب في وجه الحكم الاُموي المليء بالجور والآثام. فنهض (عليه السّلام) بأعباء هذه المسؤولية الكبرى ، وأدى رسالته بأمانة وإخلاص ، وضحّى بنفسه وأهل بيته وأصحابه ؛ ليعيد على مسرح الحياة عدالة الإسلام وحكم القران.
وقامت الحجّة على الإمام لإعلان الجهاد ، ومناجزة قوى البغي والإلحاد ، فقد تواترت عليه الرسائل والوفود من أقوى حامية عسكرية في الإسلام وهي الكوفة ، فكانت رسائل أهلها تحمّله المسؤولية أمام الله إنْ لمْ يستجبْ لدعواتهم الملحّة لإنقاذهم من عسف الاُمويِّين وبغيهم.
ومن الطبيعي أنّه لو لمْ يجيبهم لكان مسؤولاً أمام الله ، وأمام الأُمّة في جميع مراحل التاريخ ، وتكون الحجّة قائمة عليه.
ومن أوكد الأسباب التي ثار من أجلها حفيد الرسول (صلّى الله عليه وآله) حماية الإسلام من خطر الحكم الاُموي ، الذي جهد على محو سطوره وقلع جذوره وإقبار قِيَمِه ، فقد أعلن يزيد وهو على دست الخلافة الإسلاميّة الكفر والإلحاد بقوله :
لعبت هاشمُ بالملكِ فلا |
|
خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزلْ |