ج ـ الحرية :
ولمْ يعُد أيّ مفهوم للحرية ماثلاً على مسرح الحياة طيلة الحكم الاُموي ، فقد كانت السلطة تحاسب الشعب حساباً منكراً وعسيراً على كلّ بادرة لا تتفق مع رغباتها ، حتّى لمْ يعُد في مقدور أيّ أحد أنْ يطالب بحقوقه ، أو يتكلّم بأيّ مصلحة للناس ، فقد كان حكم النّطع والسيف هو السائد في ذلك العصر.
لقد ثار أبو الأحرار لينقذ الإنسان المسلم وغيره مِن الاضطهاد الشامل ، ويُعيد للناس حقوقهم التي ضاعت في أيّام معاوية ويزيد.
وانهار المجتمع في عصر الاُمويِّين ، وتحلّل مِنْ جميع القِيَم الإسلاميّة.
أمّا أهمّ العوامل التي أدّت إلى انهياره فهي :
١ ـ حرمان المجتمع مِن التربية الروحية : فلمْ يحفل بها أحد مِن الخلفاء سوى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، فقد عني بها عناية بالغةً ، إلاّ إنّه قد مُنِيَ بالأحداث الرهيبة التي منعته مِنْ مواصلة مسيرته في إصلاح الناس وتقويم أخلاقهم.
٢ ـ إمعان الحكم الاُموي في إفساد المجتمع وتضليله ، وتغديته بكلّ ما هو بعيد عن واقع الإسلام وهديه.
إنّ هذين العاملين ـ فيما نحسب ـ مِنْ أهم العوامل التي أدّت إلى انهيار ذلك المجتمع. أمّا مظاهر ذلك التحلّل والانهيار فهي :