أعدى الناس للعترة الطاهرة ، ومَنْ كان هذا شأنه فهل يكون تقيّاً وعريقاً في الإسلام؟!
مِن الآراء الرخيصة ما ذهب إليه أنيس زكريا المعروف بنزعته الاُمويّة ، أنّ مِنْ أهمّ الأسباب التي أدّت إلى قتل الإمام الحُسين (عليه السّلام) تشجيع ابن الزّبير له في الخروج إلى العراق ، فقد كان له أثره المهم في نفسه (١).
وهذا القول مِنْ أهزل الآراء ؛ فإنّ الإمام الحُسين (عليه السّلام) لمْ يتأثر بقول ابن الزّبير ولمْ ينخدع بتشجيعه له ، وإنّما كانت هناك عوامل أُخرى حفّزته إلى الخروج إلى العراق ، وقد ذكرناها بالتفصيل في البحوث السابقة.
وذُعرت السلطة المحلّية في مكّة مِنْ قدوم الإمام إليها ، وخافت أنْ يتّخذها مقرّاً سياسياً لدعوته ، ومنطلقاً لإعلان الثورة على حكومة دمشق ، وقد خفت حاكم مكّة عمرو بن سعيد الأشدق وهو مذعور فقابل الإمام ، فقال له : ما أقدمك؟
ـ «عائذاً بالله ، وبهذا البيت» (٢).
__________________
(١) الدولة الاُمويّة في الشام / ٥٤.
(٢) تذكرة الخواصّ / ٢٤٨.