على الاُمويِّين ، كما إنّ سبّ الإمام على المنابر قد زاد في بغضهم للأمويين ، وأشعل جذوة المعارضة في نفوسهم.
٤ ـ إنّ الاُمويِّين كانوا ينظرون إلى أهل الكوفة إنّهم الجبهة المعارضة لحكمهم ، وإنّهم المصدر الخطير الذي يهدد دولتهم فقابلوهم بمزيد مِن القسوة والإرهاب ، ممّا دعى الكوفيين إلى العمل المستمر لمناهضة الحكم الاُموي وتقويض سلطانه.
هذه بعض الأسباب التي أدّت إلى نقمة العراق على الحكم الاُموي وبغضهم له.
وبعد هلاك معاوية أيقن العراقيون بانهيار الدولة الاُمويّة ، وقد رؤوا أنّ في تقليد يزيد مهام الخلافة إنّما هو استمرار للحكم الاُموي الذي جهد على إذلالهم وقهرهم.
وقد أجمعت الشيعة في الكوفة على مناجزته والخروج على سلطانه ، ورأوا أنّ في كفاحهم له جهاداً دينياً حسب ما يقول (جولد تسهير) (١). ويرى (كريمر) إنّ الأخيار والصلحاء مِن الشيعة كانوا ينظرون إلى يزيد نظرتهم إلى ورثة أعداء الإسلام ، وخلفاء أبي سفيان (٢).
وعلى أيّ حالٍ ، فإنّ شيعة الكوفة لمْ ترضَ بحكم يزيد ، وأجمعت على خلعه والبيعة للإمام الحُسين (عليه السّلام) ، وقد قاموا بما يلي :
__________________
(١) (٢) العقيدة والشريعة في الإسلام / ٦٩.