٣ ـ بعث الرسائل للإمام مِنْ مختلف الطبقات الشعبية التي تمثّل رغبة الجماهير الحاشدة لحكم الإمام.
وأوفدت الكوفة وفداً إلى الإمام يدعوه إلى القدوم إليهم ، ومِنْ بين ذلك الوفد عبد الله الجدلي (١) ، ولمّا مثل الوفد عند الإمام عرض عليه اجماع أهل الكوفة على نصرته والأخذ بحقّه ، وإنّه ليس لهم إمام غيره وحثّوه على القدوم إليهم.
وعمد أهل الكوفة بعد مؤتمرهم فكتبوا الرسائل إلى الإمام (عليه السّلام) وهي تعرب عن إخلاصهم وولائهم له ، وتحثّه على القدوم إليهم ليتولّى قيادة الاُمّة ، وهذه بعضها :
١ ـ قد جاء فيما بعد البسملة ما نصّه : مِنْ سليمان بن صرد والمسيب بن نجيّة ، ورفاعة بن شدّاد وحبيب بن مظاهر ، وشيعته والمسلمين مِنْ أهل الكوفة.
أمّا بعد ، فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبّار العنيد ـ يعني معاوية ـ الذي انتزى على هذه الاُمّة فابتزّها أمرها واغتصبها فيئها وتأمّر عليها بغير رضى منها ، ثمّ قتل خيارها واستبقى شرارها ، وجعل مال الله دُولَة بين جبابرتها وأغنيائها ، فبعداً له كما بعُدت ثمود! إنّه ليس علينا إمام
__________________
(١) مقاتل الطالبيِّين / ٩٥.