بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
أما بعد حمد اللّه الذى جعل الحمد ثمنا لنعمائه ، ومعاذا من بلائه ، وسبيلا إلى جنانه (١) وسببا لزيادة إحسانه. والصلاة على رسوله نبى الرحمة ، وإمام الأئمة ، وسراج الأمة. المنتخب من طينة الكرم (٢) وسلالة المجد الأقدم. ومغرس الفخار المعرق (٣) وفرع العلاء المثمر المورق. وعلى أهل بيته مصابيح الظّلم ، وعصم الأمم (٤) ومنار الدين الواضحة ، ومثاقيل الفضل الراجحة. صلى اللّه عليهم أجمعين ، صلاة تكون إزاء لفضلهم (٥) ومكافأة لعملهم ، وكفاء لطيب فرعهم وأصلهم. ما أنار فجر ساطع ، وخوى نجم طالع (٦) ـ فإنى كنت فى عنفوان السن (٧) وغضاضة الغصن ، ابتدأت
__________________
(١) فى بعض النسخ ووسيلا وهو جمع وسيلة ، وهى : ما يتقرب به ، ورواية سبيلا أحسن.
(٢) طينة الكرم : أصله ، وسلالة المجد : فرعه
(٣) الفخار : قال بعضهم بالكسر ، ويغلط من يقرأ بالفتح لأنه مصدر فاخر ، والمصدر من فاعل الفعال بكسر أوله ، غير أنه لا يبعد أن يكون مصدر فخر ، والثلاثى إذا كانت عينه أو لامه حرف حلق جاء المصدر منه على فعال بالفتح نحو سمح سماحا
(٤) العصم جمع عصمة : وهو ما يعتصم به ، والمنار : الأعلام واحدها منارة ، والمثاقيل جمع مثقال وهو : مقدار وزن الشىء ، تقول : مثقال حبة ، ومثقال دينار ، فمثاقيل الفضل : زناته ، أى : أن الفضل يعرف بهم مقداره
(٥) إزاء لفضلهم : أى مقابلة له
(٦) خوى النجم : سقط ، وخوت النجوم : أمحلت فلم تمطر كأخوت وخوت بالتشديد
(٧) عنفوان السن : أولها