إحدى صلاتي العشاء وهو حاملا حسناً أو حسيناً ، فتقدم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فوضعه ثم تقدم كبّر للصلاة ، فأطال سجدة الصلاة ، فرفعت رأسي فأذال الصبي على ظهر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو ساجد ، فرجعت الى سجودي فلمّا قضى الصلاة قيل له : يا رسول الله إنّك سجدت بين ظهري صلاتك سجدة اطلتها ، حتى ظننا أنّه قد حدث أمر وأنّه يوحي إليك ، قال : «كل ذلك لم يكن ولكن إبني إرتحلني فكرهت أن أعجله حتى ينزل هو» (١).
نعم هكذا كان حبه لولده الحسين وريحانته ، قالت اُمّ سلمة : دخل ذات يوم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجرتي ونام ، فأقبل الحسين وجلس على صدر جده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأتيت إليه وأردت أن أرفعه عن صدر جده لئلا ينتبه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ففتح النبي عينيه وقال : «لا يا اُمّ سلمة ، دعي ولدي على كبدي» (٢).
وروى ابن الصباغ في «الفصول المهمة» عن زيد بن أبي زياد ، قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من بيت عائشة ، فمر على بيت فاطمة فسمع صلىاللهعليهوآلهوسلم حسيناً يبكي ، فقال «ألم تعلمي أن بكائه يؤذيني» (٣).
كان يؤذيه بكائه وهو وفي المهد رضيع
بابنه قدما فداه وهو ذوالشأن رفيع
ليته اليوم يراه وهو في الرمضى صريع (٤)
_________________
(١) تاريخ ابن عساكر : ١٤ / ١٦٠ ، وآخره : حتى يقضي حاجته.
(٢) تاريخ ابن عساكر : ١٤ / ١٦٠ وآخره : حتى يقضي حاجته.
(٣) الفصول المهمة لابن الصباغ : ١٧١ ؛ ذكره ابن شهر آشوب في المناقب : ٤ / ٧١ ، عن كتاب فضائل العشرة لأبو السعادات ، قال يزيد ابن أبي زياد : ... (وساق الحديث).
(٤) نعم نظرت اليه الحوراء زينب عليهاالسلام وهو على أرض كربلاء فخاطبت جدها صلىاللهعليهوآلهوسلم وا محمّدا