الأرض حياء من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال له : أخبرني عن نفسي يا رسول الله ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت منّا أهل البيت ، فلهذا انقطع جابر إلى أهل البيت وحضر مع علي صفين ، وكان من خواص أصحابه ، وكان يحدّث عن فضلائه ومناقبه.
حتى روي عن أبي الزبير المكي قال : سألت جابر بن عبدالله فقلت : أخبرني أي رجل كان علي بن أبي طالب عليهالسلام؟ قال : فرفع حاجبه عن عينيه ، وقد كان سقط على عينيه ، قال : فقال : ذاك خير البشر ، أما والله إنا كنّا لنعرف المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ببغضهم إيّاه.
وكان يقعد في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو معتم بعمامة سوداء وكان ينادي : يا باقر العلم يا باقر العلم ، وكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، وكان يقول : لا والله لا أهجر ، ولكنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إنّك ستدرك رجلاً من أهل بيتي اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقراً فذاك الذي دعاني إلى ما أقول ، فبينا جابر يتردّد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ رأى في ذلك الطريق كتاب (١) وفيه محمّد بن علي بن الحسين عليهالسلام ، فلمّا نظر إليه قال : يا غلام أقبل ، فأقبل ، ثم قال : أدبر فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والذي نفس جابر بيده ، يا غلام ما اسمك؟ فقال : اسمي محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فأقبل إليه يقبّل رأسه ، وقال : بأبي أنت وأمي رسول الله جدّك يقرئك السلام. قال : فرجع محمد بن علي إلى أبيه وهو ذعر ، فأخبره الخبر ، فقال له : يا بني قد فعلها جابر؟ قال : نعم. قال : يا بني ألزم بيتك ، فكان جابر يأتيه طرفيّ النهار ، وكان أهل المدينة يقولون : وا عجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفيّ النهار.
__________________
(١) لعله مكان معلم الأولاد.