.................................................................................................
______________________________________________________
نعم ، لو كان لهاشم ولد غير عبد المطّلب لأمكن أن يكون من قبيل عطف الخاصّ على العامّ ويكون ذكره من باب الاهتمام ، لكنّك عرفت انحصار ولده فيه ، وظاهره أنّه من عطف المباين على مثله.
فالصحيح أن يقال : إنّ الرواية شاذّة نادرة ومخالفة للروايات المشهورة الدالّة على اختصاص التحريم بما عُبّر عنه تارةً ببني هاشم وأُخرى ببني عبد المطّلب والنتيجة واحدة كما عرفت وحيث لا تنهض للمقاومة معها فلا بدّ من طرحها وردّ علمها إلى أهله.
على أنّ هذا البحث قليل الجدوى ، لانقراض من ينسب إلى المطّلب أخي هاشم في العصر الحاضر ، بل الكلّ هاشميّون وأكثرهم علويّون ، ولعلّ فيهم من العبّاسيّين ولا وجود لغيرهما.
الأمر الثاني : المعروف بل المتسالم عليه بينهم أنّ المناط في صدق عنوان الهاشمي هو الانتساب إلى هاشم من ناحية الأب دون الأُم ، فإنّ سبط الرجل وإن كان ولده لغةً وربّما يرثه شرعاً إلّا أنّ العبرة في النسبة إلى الطوائف والقبائل بحسب الصدق العرفي هو ملاحظة الآباء فيقال : بني تميم ، بني كعب ، بني مضر ، أو تميمي أو كعبي أو خزرجي ، لأولاد هؤلاء المنسوبين إليهم من ناحية الآباء فقط.
وربّما يشير إليه قوله تعالى (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) إلخ (١).
ويؤيّده ما رواه الكليني عن العبد الصالح (عليه السلام) في حديث طويل ـ : «قال : ومن كانت امّه من بني هاشم وأبوه من سائر قريش فإنّ الصدقات تحلّ له ، وليس له من الخمس شيء ، فإنّ الله يقول (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ)» (٢) ، فإنّها
__________________
(١) الأحزاب ٣٣ : ٥.
(٢) الوسائل ٩ : ٢٧١ / أبواب المستحقين للزكاة ب ٣٠ ح ١ ، الكافي ١ : ٤٥٣ / ٤.