تجنّب الإطالة والإكثار. ولا تعرّضت فيه لشيء من البواطن والأسرار ، إلّا بعض ما ورد عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ والأئمّة الأطهار والصّحابة الأخيار. وكيف يجوز التّعرض لذلك ، وقد ورد في كلام العزيز الغفّار (١) : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) (٢) وهم (٣) ـ صلوات الله عليهم ـ الّذين رسخوا في العلم ، واختصّهم الله ـ تعالى ـ لكتابه (٤) وشرعه ، وشرّفهم بالاطّلاع على [سرّه و] (٥) حكمه ، ونصبهم تراجمة لوحيه (٦) ووسائط بينه وبين عباده ، وأطلعهم على غيبه ، وجعل مادّة علمهم من علمه.
ثمّ أمر ـ سبحانه وتعالى ـ النّاس بسؤالهم (واتّباعهم) (٧) والأخذ منهم وعنهم ، فقال ـ سبحانه وتعالى ـ : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٨).
وقال ـ سبحانه ـ : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ، وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (٩).
وقال ـ سبحانه ـ في حقّ نبيّه [ـ صلّى الله عليه وآله ـ] (١٠) (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (١١).
__________________
(١) د زيادة : الجبّار.+ هامش أ : الجبّار ـ خ.
(٢) آل عمران (٣) / ٧.
(٣) م : فهم.
(٤) د : بكتابه.
(٥) ليس في ج.
(٦) ليس في أ.
(٧) ليس في أ.
(٨) النحل (١٦) / ٤٣.
(٩) الحشر (٥٩) / ٧.
(١٠) م وأ وب ود : ـ عليه السلام ـ.
(١١) النجم (٥٣) / ٣ ـ ٤.