كان في الدّنيا يأكل مال اليتيم ظلما (١).
قوله ـ تعالى ـ : (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ ، نِحْلَةً) ؛ أي : فريضة. عن مقاتل (٢).
وقيل : تديّنا. عن غيره. من قولهم : ينتحل كذا ؛ أي : يتديّن به (٣).
وقيل : هذا نسخ لنكاح (٤) الشّغار (٥) ، الّذي كان في الجاهليّة (٦).
ونصب «نحلة» لأنّه مصدر في موضع الحال.
قوله ـ تعالى ـ : (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً ، فَكُلُوهُ) ؛ أي : وهبن لكم من الصّداق شيئا ، فكلوه (هَنِيئاً مَرِيئاً) (٤) ؛ أي : حلالا طيّبا (٧).
ونصب «هنيئا مريئا» لأنّهما حالان من الهاء في «فكلوه».
__________________
(١) روى الكليني عن عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابه ، عن آدم بن إسحاق ، عن عبد الرّزاق بن مهران ، عن الحسين بن ميمون ، عن محمّد بن سالم ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السّلام ـ : وأنزل في مال اليتيم من أكله ظلما (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) وذلك أنّ آكل مال اليتيم يجيء يوم القيامة والنّار تلتهب في بطنه حتّى يخرج لهب النار من فيه ، حتّى يعرفه كلّ أهل الجمع ، أنّه أكل مال اليتيم. الكافي ٢ / ٣١ ـ ٣٢ ، ضمن حديث ١. وعنه كنز الدقائق ٣ / ٣٤٣ ونور الثقلين ١ / ٤٤٩ ، ح ٨٧ والبرهان ١ / ٣٤٦ ، ح ٤.
(٢) تفسير الطبري ٤ / ١٦١ ـ ١٦٢ نقلا عن قتادة.
(٣) التبيان ٣ / ١٠٩ نقلا عن الزجّاج وابن خالويه.
(٤) أ : النكاح.
(٥) وهو أن تزوّج الرجل امرأة ما كانت ، على أن يزوّجك أخرى بغير مهر. لسان العرب ٤ / ٤١٧ مادّة «شغر».
(٦) تفسير الطبري ٤ / ١٦٢ نقلا عن الحضرمي.
(٧) ليس في أ.