الذّمّة لا تقبل على (١) أهل الإسلام. وبه قال أهل الكوفة ، وقالوا : هي منسوخة (٢) بقوله ـ تعالى ـ : (ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) (٣).
وقيل : بل (٤) هي محكمة غير منسوخة ، لأنّ سورة المائدة آخر ما نزل من القرآن العزيز عليه ـ عليه السّلام ـ ولم ينسخ منها شيء. روي هذا في أخبارنا عن أئمّتنا ـ عليهم السّلام ـ (٥).
وقال الواقديّ : إنّ السّبب في نزول هذه الآية ، أنّه (٦) خرج ابن مارية إلى الشّام ، وصحبه تميم الدّاريّ وعديّ بن زيد ، وكانا نصرانيّين. فلمّا كانوا بعمان من أرض الشّام مرض ابن مارية ، فمرّضاه ، وكتب وصيّة وجعلها في متاعه ودفعها إلى رفيقه ثمّ مات (٧). ففتّشا متاعه واختارا (٨) أشياء منه ، وأدّيا الباقي إلى ورثته.
فدلّتهم الوصيّة على المفقود منها ، فترافعوا إلى النّبيّ ـ عليه السّلام ـ. وكان المفقود
__________________
(١) ليس في د.
(٢) أ زيادة : بهنّ.
(٣) تفسير الطبري ٧ / ٨١.+ الآية في الطلاق (٦٥) / ٢.
(٤) ليس في أ.
(٥) روي العيّاشي بإسناده عن عيسى بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ ـ عليه السّلام ـ قال : كان القرآن ينسخ بعضه بعضا وإنّما يؤخذ من أمر رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بآخره. وكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة نسخت ما قبلها ولم ينسخها شيء إلخ. تفسير العيّاشي ١ / ٢٨٨ ، ح ٢ وعنه كنز الدقائق ٤ / ٢١ ونور الثقلين ١ / ٥٨٢ ، ح ٣ والبرهان ١ / ٤٣٠ ، ح ٣.
(٦) م : أن لمّا.
(٧) ج : فمات.
(٨) م : اجترّا.