بذلك فنفذ إلى أي جهل بن هشام ورؤساء قريش يستفزّهم للدّفاع عنه (١) ، وهم النّفير ، وهم الطّائفة الأخرى ، فخبّر النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ أصحابه في غنيمة إحدى الطّائفتين ، فاختاروا أبا سفيان والعير لأنّهم لم يكن معهم (٢) سلاح ، وهو (٣) قوله ـ تعالى ـ (٤) : «وتودّون أنّ غير ذات الشّوكة تكون لكم».
و «الشّوكة» عند العرب : السّلاح.
وكان أبو سفيان حيث (٥) عرف بخروج النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ يطلبه ، قد أخذ على السّاحل ففاتهم ، وكان طريقهم بدرا ، فانحرف عنها. وقصد النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وأصحابه بدرا (٦) ، ففاتهم أبو سفيان (٧).
وكان أبو جهل وقريش قد خرجوا يطلبون بدرا لمساعدة أبي سفيان ، حيث استفزّهم لذلك ، فسمّوا : النّفير. فنزلوا بدرا بالعدوة القصوى ؛ يعني : القصوى (٨) من الوادي بعيدا من المدينة ، ونزل النّبيّ ـ عليه السّلام ـ [وأصحابه] (٩) بالعدوة الدّنيا من الوادي قريبا من المدينة ، فحضى (١٠) النّبيّ ـ عليه السّلام ـ وأصحابه بهم ،
__________________
(١) ليس في ب.
(٢) ب : لهم.
(٣) أ ، ب ، ج ، د : هي.
(٤) ليس في ب.
(٥) أ : حين.
(٦) ج : ببدر.
(٧) ليس في ب.
(٨) ب : بالقصوى.
(٩) ليس في ب.
(١٠) أ ، ج ، د ، م : فحصل.