[٣٢١٧] مسألة ٥ : كل من حج أو اعتمر على طريق فميقاته ميقات أهل ذلك الطريق وإن كان مهلّ أرضه غيره (١) كما أشرنا إليه سابقاً ، فلا يتعيّن أن يحرم من مهل أرضه بالإجماع والنصوص ، منها صحيحة صفوان «إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقّت المواقيت لأهلها ومن أتى عليها من غير أهلها».
______________________________________________________
له الإحرام إلّا من المواقيت المعروفة ، وليس له التأخير إلى أدنى الحل (١).
(١) لإطلاق الروايات (٢) الدالّة على توقيت النبي (صلّى الله عليه وآله) المواقيت
__________________
(١) تفصيل اعتمار رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) في السنة السادسة من الهجرة من شهر ذي القعدة أحرم من مسجد الشجرة للعمرة ، وكان معه ١٥٢٠ نفر ، وفي رواية ٤٠٠ نفر ، وساق ٧٠ بعيراً ، ولما وصل (صلّى الله عليه وآله وسلم) إلى حديبية وهي على مرحلة إلى مكّة منعه المشركون من الدخول إلى مكّة ، ثمّ وقع الصلح بينه (صلّى الله عليه وآله وسلم) وبين المشركين في الحديبية ، ومن جملة شروط الصلح أن يرجع في هذه السنة ويعتمر في السنة اللّاحقة ، واشترطوا أيضاً أن لا يبقى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه في مكّة أزيد من ثلاثة أيّام ، فرجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من الحديبية إلى المدينة ولم يعتمر ، وفي السنة السابعة من الهجرة بعد ما رجع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من خيبر صمم لزيارة مكّة والعمرة ، وعزم في شهر ذي القعدة للعمرة لقضاء عمرة الحديبية التي منعه المشركون من أدائها ، ودخلوا مكّة معتمرين ولم يبقوا في مكّة أزيد من ثلاثة أيّام ثمّ رجعوا حسب شروط الصلح ، فسميت عمرته بعمرة القضاء ، لقضاء ما فات عنه وتداركه في السنة السابعة ، ثمّ في السنة الثامنة وقع فتح مكّة المعظمة ، وتوجه (صلّى الله عليه وآله وسلم) بعساكره إلى مكّة لفتحها في شهر رمضان ، وشرب الماء في عُسفان ، ولم يصم إلى أن وصلوا مكّة فاتحين ، ثمّ بعد فتح مكّة مباشرة تقريباً وقعت غزوة حنين وهو وادٍ بين مكّة والطائف وبعد غلبة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ونصرته في حنين أحرم في الثامن عشر من ذي القعدة من الجعرانة للعمرة.
وأمّا حج النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فإنما هو في السنة العاشرة من الهجرة ، وكانت مدّة إقامته (صلّى الله عليه وآله وسلم) في المدينة عشر سنين تقريباً ولم يحج ، ثمّ أنزل الله تعالى (وَأَذِّنْ فِي النّاسِ بِالْحَجِّ) فأمر المؤذنين بأن يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) يحج من عامه هذا.
(٢) الوسائل ١١ : ٣٠٧ / أبواب المواقيت ب ١.