والأخرس يشير إليها بإصبعه مع تحريك لسانه (١) ، والأولى أن يجمع بينهما وبين الاستنابة ، ويلبى عن الصبي غير المميز وعن المغمى عليه (٢).
وفي قوله : إنّ الحمد (إلخ) يصح أن يقرأ بكسر الهمزة وفتحها (٣) ، والأولى الأوّل ، و (لبيك) مصدر منصوب بفعل مقدر ، أي ألبّ لك إلباباً بعد إلباب ، أو لبّا بعد لبّ ، أي إقامة بعد إقامة ، من لَبّ بالمكان ، أو ألبّ أي أقام ، والأولى كونه من لبّ ، وعلى هذا فأصله (لبّيْن لك) ، فحذف اللّام وأُضيف إلى الكاف
______________________________________________________
وقد يشكل بأن هذا الشخص لم يجب عليه الحج ، لأنه معذور عن أدائه فكيف يجب عليه الترجمة أو الاستنابة مع أنهما فرع وجوب الحج عليه ، فعليه أن يصبر إلى العام القابل ليتعلّم أداء الكلمات صحيحا.
(١) كما في رواية السكوني المتقدِّمة (١) ، ويقصد بذلك عقد الإحرام بالتلبية.
(٢) وأمّا الصبي غير المميز فيلبي عنه كما في صحيح زرارة (٢) ، وأمّا المغمى عليه فلا دليل عليه سوى مرسل جميل «في مريض أُغمي عليه فلم يعقل حتى أتى الموقف (الوقت) ، فقال : يحرم عنه رجل» (٣) ودلالته على جواز الاستنابة في المقام بناءً على نسخة «الوقت» وهو الميقات تامّة ولكنّه ضعيف السند بالإرسال. مضافاً إلى احتمال صحّة نسخة «الموقف» فيخرج عن محل الكلام ، لعدم دلالته على جواز الاستنابة عمن أُغمي عليه من الميقات لعمرة التمتّع أو الحج ، وإنما يختص بمن أتى الموقف مغمى عليه ، فحينئذ تكون وظيفة المغمى عليه الرجوع إلى الميقات إن أمكن وإلّا فمن مكانه. كما هي وظيفة الجاهل والناسي إذا تجاوزا الميقات غير محرمين.
(٣) أمّا الكسر فللابتداء بجملة مستقلّة والإتيان بأوّل كلام آخر بعد الجمل المتقدِّمة من التلبيات ، وأمّا الفتح فلأجل التعليل ، أي لبّيك واستجيب لك لأجل كون
__________________
(١) في ص ٤١٤.
(٢) الوسائل ١١ : ٢٨٨ / أبواب أقسام الحج ب ١٧ ح ٥.
(٣) الوسائل ١٢ : ٤١٣ / أبواب الإحرام ب ٥٥ ح ٢.