أثرهم بجنوده. فأرسل الله ـ تعالى ـ البحر كما كان فغرق فرعون وأصحابه ، وقفا (١) فرعون بدرعه ـ وكانت من لؤلؤ ـ على الماء ، فعرفه أصحاب موسى فحمدوا الله ـ تعالى ـ على ذلك ، وأدخل الله ـ تعالى ـ فرعون وجنوده النّار. قال الله ـ تعالى ـ : (أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً) (٢) وأورث الله ـ تعالى ـ موسى وأصحابه أرض مصر وملك فرعون.
وروي : أنّ البحر الّذي عبر فيه موسى ـ عليه السّلام ـ هو (٣) بحر القلزم (٤).
ثمّ أمر الله ـ تعالى ـ موسى أن يقصد ببني إسرائيل إلى مدينة الجبّارين ، الّذين منهم عوج بن عناق ، فيقاتلهم. فأمرهم بذلك فأبوا ، وقالوا : (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) (٥).
فابتلاهم الله ـ تعالى ـ عند (٦) ذلك بالتّيه من أرض فلسطين ، برّيّة ليس بها (٧) ماء ولا شجر ، ثمانية فراسخ [في ثمانية فراسخ] (٨) ، يتيهون (٩) طول ليلتهم (١٠) في
__________________
(١) هكذا في جميع النسخ وينبغي أن يقال : طفا بدل قفا.
(٢) نوح (٧١) / ٢٥.
(٣) من ج.
(٤) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.
(٥) المائدة (٥) / ٢٤.
(٦) ليس في ج.
(٧) م : فيها.
(٨) ليس في د.
(٩) ج ، د ، م زيادة : فيها.
(١٠) م : ليلهم.