قوله ـ تعالى ـ : (وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا) ؛ يعني : كفّار قريش وجبابرتها قالوا ذلك ، متى أتبعناك أخذتنا الرّوم والعرب وأعداؤك.
فقال الله ـ سبحانه ـ (١) [في جوابهم] (٢) : (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا) ؛ أي : من عندنا.
(وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً) :
[الفرّاء : «بطرت معيشتها» بالرّفع ؛ أي : أبطرتها معيشتها (٣).
الفراء (٤) : «بطرت معيشتها» بالنّصب ؛ أي : بطرت في (٥) معيشتها ، و «بطرت» بمعنى أشرف (٦).
وقال بعض نحاة البصرة : إنّ البطر هاهنا (٧) الجهل ؛ [كأنّه قال : جهلت معيشتها] (٨). فانتصابه ، انتصاب مفعول (٩) به. وكذلك السّفه كالجهل ، فكانّه قال :
__________________
(١) ليس في أ.
(٢) ليس في ب.
(٣) ليس في أ.+ معاني القرآن ٢ / ٣٠٨.
(٤) ب ، ج ، د ، م : الزّجّاج.
(٥) ليس في ج ، د ، م.
(٦) معاني القرآن ٢ / ٣٠٨.
(٧) ب ، ج ، د ، م زيادة : بمعنى.
(٨) ليس في ج.
(٩) ج : المفعول.