للناس (١).
وقد اعتبرت الشيعة مبيت علي على فراش الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فضيلة لعلي ودليلاً على شجاعته وهي من الأمور المؤهلة علياً للإمامة أو الخلافة. فيذكر فرات الآية : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) (٢). ويقول إنهما نزلت في علي بن أبي طالب حين بات على فراش الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣).
ويقول ابن رستم الطبري : « استخلف الرسول علياً ثلاث وهلات مرة على حرم الله حجة للناس حتى ظهر وهو بالمدينة ومرة على فراشه حجة للخلق حين توارى بأبي بكر في الغار ومرة ثالثة في غزوة تبوك » (٤).
ويذكر المفيد أهمية هذا ويقول : « ولم يجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في قومه وأهله من يأتمنه على ما كان مؤتمناً عليه سوى أمير المؤمنين عليهالسلام فاستخلفه في رد الودائع إلى أربابها وقضاء ما كان عليه من دين لمستحقيه ... ولم ير أن أحداً يقوم مقامه في ذلك من الناس كافة فوثق بأمانته .. » (٥).
ويقول ابن المطهر « ووقاه بنفسه لما بات على فراشه مستتراً بإزاره » ويجعل هذه من فضائل علي التي أهلته للإمامة (٦).
وقد اتخذت الشيعة من خبر المؤاخاة دليلاً آخر على إمامة علي بن
__________________
(١) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج ٢ ص ٣٨٧.
(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٠٧.
(٣) فرات الكوفي : تفسير فرات ص ٥. وانظر ابن الأثير : أسد الغابة ج ٤ ص ١٨.
(٤) ابن رستم الطبري : المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب ص ١١٠.
(٥) الشيخ المفيد : الإرشاد ص ٣١.
(٦) ابن المطهر : منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ص ١٨٢ كما ورد هذا الخبر عند عدد من كتاب الإمامية المتأخرين انظر الحائري : شجرة طوبي ص ٣٥ ، جعفر نقدى : الأنوار العلوية والأسرار المرتضويه ص ٤١ ، الحر العاملي : إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج ٣ ص ٣٤٩ ، المظفر : دلائل الصدق ج ٢ ص ٢٣٢ وقد سار المظفر على طريقة ابن المطهر في كلامه على إمامة علي فقد قسمها إلى أدلة مستندة إلى القرآن وأخرى إلى السنة النبوية ثم إلى فضائله البدنية والنفسية.