لما انتظم أمر الدعوة العباسية وتم لها النجاح انفرد العباسيون بالسلطة ولم يحاولوا أن يشركوا أبناء عمهم سواء كان منهم من أبناء الحسن أم أبناء الحسين. وكان أبناء الحسين ساروا على منهاج اتخذوه وهو ترك مقاومة السلطان والخروج عليه ، إلا أن أبناء الحسن التزموا الجانب الإيجابي ولم يتركوا العباسيين ينعمون بما حصلوا عليه من ثمرة الكفاح المشترك لجميع الهاشميين.
وفي فترة تولي العباسيين الحكم كان الشيعة ينقسمون إلى جماعتين الزيدية والإمامية.
فأما الزيدية فهم اتباع زيد بن علي بن الحسين الذي ثار في أيام هشام بن عبد الملك وقتل ما بين سنة ١٢١ هـ ـ ١٢٢ هـ (١).
ومن مبادىء الزيدية في الإمامة : « إن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد الرسول لقرابته وسابقته ولكن كان جائزُ للناس أن يولوا غيره إذا كان الوالي الذي يولونه مجرباً »(٢).
ثم جعلوا الإمامة بعد علي في الحسن والحسين وأولادهما وهي شورى بينهما ، فمن خرج منهم وشهر سيفه ودعا إلى نفسه فهو مستحق للإمامة (٣). فالخروج بالسيف عند الزيدية شرط أساسي للإمامة.
__________________
(١) البلاذري : أنساب الأشراف جـ ٣ الورقة ٢٢ أ.
(٢) النوبختي : فرق الشيعة ص ١٨.
(٣) سعد القمي : المقالات والفرق ص ١٨.