الإمامة :
لما توفي أبو جعفر الباقر سنة ١١٤ هـ (١) ، قال بعض الشيعة بإمامة ابنه أبي عبد الله جعفر الصادق (٢).
وتستدل الشيعة على إمامة الصادق بعدة أدلة ، فقد ذكر الكليني عن أبي عبد الله أنه قال « إن أبي استودعني ما هناك ، فلما حضرته الوفاة قال : ادع لي شهوداً فدعوت له أربعة نفر من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال : اكتب ، هذا ما أوصى به يعقوب بنيه ( يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد ... ثم قال للشهود : انصرفوا رحمكم الله فقلت له : يا أبت ـ بعدما انصرفوا ـ ما كان في هذا بأن تشهد عليه فقال : يا بني كرهت أن تغلب وأن يقال : إنه لم يوصِ إليه فأردت أن تكون لك الحجة » (٣).
ويذكر المسعودي أن محمداً الباقر أشار إلى الصادق في حياته مدة أيامه ثم نص عليه ويورد رواية في النص على أبي عبد الله الصادق عن زرارة وأبي الجارود (٤) ، « إن أبا جعفر أحضر أبا عبد الله وهو صحيح لا علة به فقال : إني أريد أن آمرك بأمر فقال له : مرني بما شئت ، فقال :
__________________
(١) النوبختي : فرق الشيعة ص ٥٣.
(٢) ن. م ص ٥٥.
(٣) الكليني : الكافي ج ١ ص ٣٠٧ ( الأصول ) وانظر المفيد : الإرشاد ص ٢٧١.
(٤) زرارة بن أعين من أصحاب الإمام الباقر كان فقيهاً ومحدثاً وعد أيضاً من أصحاب الإمام الصادق توفي سنة ١٥٠ هـ. انظر الطوسي : الفهرست ١٠٠ ، أما أبو الجارود فهو المنذر بن زياد زيدي المذهب إليه تنسب الجارودية عده الطوسي من أصحاب الإمام الباقر ، انظر الفهرست ص ٩٨.