وجعفر بن محمد أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسنين ولا تكون إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى انقضاء الدنيا .. فرجعوا عن القول بإمامته » (١).
وحديث الإمامة لا تكون في أخوين لم يرد في المصادر الإمامية إلا عن الصادق ولكن سعد القمي ينفرد بأن الحديث كان عن علي بن الحسين والباقر فقد أورد الكليني عدة أحاديث عن الصادق تفيد بأن الإمامة لا تكون إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب (٢). ولعله أدق كما يروي سعد القمي أنه في زمن علي بن الحسين لوجود زيد والباقر وكون الإمامة للباقر ثم أن زيداً كان قد تكلم في الإمامة فظهر هذا الحديث ليقطع الطريق على زيد وعلى من ادعى الإمامة لزيد.
أما الشيعة الذين ساروا في الإمامة على المنهاج الأول أي التسلسل من علي وأولاده فقالوا أن الإمامة بعد جعفر تكون لإبنه موسى بن جعفر وخطأوا إمامة عبد الله وكان فيهم من وجوه أصحاب جعفر بن محمد مثل : « هشام الجواليقي ، عبد الله بن يعفور ، وعمر بن يزيد بن بياع السابري ، ومحمد بن النعمان أبي جعفر الأحوال مؤمن الطاق ، وعبيد بن زرارة وغيرهم ... » (٣).
فموسى بن جعفر هو الإمام بعد أبيه جعفر الصادق وتستدل الشيعة على إمامته بعدة أدلة فقد أورد الكليني عدة روايات في النص على إمامة موسى بن جعفر قال عن أحمد بن مهران .. عن أبي عبد الله ( الصادق ) : « إن الفيض بن المختار (٤) قال لأبي عبد الله : خذ بيدي من النار من لنا بعدك فدخل عليه أبو إبراهيم ( موسى بن جعفر ) وهو يومئذ غلام فقال : هذا صاحبكم فتمسك به » (٥) وعن أحمد بن مهران ... عن معاذ بن كثير
__________________
(١) سعد القمي : المقالات والفرق ص ٨٧.
(٢) الكليني : الكافي ج ١ ص ٢٨٦.
(٣) سعد القمي ـ المقالات والفرق ص ٨٨.
(٤) الفيض بن المختار من أتباع الإمام جعفر الصادق ، الكشي ص ٣٠١.
(٥) الكليني : الكافي ج ١ ص ٣٠٧.