وهكذا كانت حصيلة هذه التطورات والانقسامات بين الشيعة ظهور الشيعة الإمامية التي اصبحت فرقة خاصة لها أصولها ومبادؤها المعروفة ثم تطورت هذه الأفكار الأولى حتى كونت النظرية الخاصة بالشيعة الإمامية والتي بنيت على الإمامة التي هي مدار الخلاف.
وهكذا كانت التطورات السابقة هي الأساس الذي بنت عليه الشيعة الإمامية عقائدها ، وأهمها مسألة الإمامة فقد تكونت نظرية الإمامة عند الشيعة الإمامية كما اتصلت بها أمور اُخرى كالعصمة والتقية والرجعة.
فالإمامة عند الشيعة الإمامية « رياسة عامة في أمور الدين والدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
كما تؤكد الشيعة الإمامية أن الإمامة واجبة وأن الأرض لا تخلو من حجة (٢).
كما تقول الإمامية أن الإمامة لطف واللطف واجب في الحكمة (٣).
والذي يدل على أن الإمامة لطف « أن الناس متى كان لهم رئيس منبسط اليد ، قاهر عادل ، يردع المعاندين ، ويقمع المتغلبين ، وينتصف للمظلومين الظالمين. اتسقت الأمور ، وسكنت الفتن وردت المعائش ، وكان الناس ـ مع وجوده ـ إلى الصلاح أقرب ، ومن الفساد أبعد. ومتى خلوا من رئيس ـ صفته ما ذكرناه ـ تكدرت معائشهم وتغلب القوي على الضعيف وانهمكوا في المعاصي ووقع الهرج والمرج وكانوا إلى الفساد
__________________
(١) السيوري : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر ص ٦١ وانظر البرسي مشارق أنوار اليقين ص ١٦٢ ، الجزائري : المبسوط ص ٩.
(٢) الكليني : الكافي ج ١ ص ١٧٨.
(٣) المفيد : النكت الإعتقادية ص ٤٧ ، المرتضى : الشافي ص ٢ جمل العلم والعمل ص ٤٥ ، نصير الدين الطوسي فصول العقائد ص ٣٦.