وتفسر المصادر الإمامية حديث « من كنت مولاه » فكلمة مولى تعني « أن يكون اولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معه » ولما كان معنى الموالاة الطاعة والمتابعة فلذلك كل من حضر الغدير تعتبرهم الإمامية شيعة لعلي » (١).
وهكذا تستدل الإمامية على أن التشيع لعلي بدأ منذ زمن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أ ـ استشهد علي بن أبي طالب سنة ٤٠ هـ فانتقلت الخلافة بعده إلى ابنه الحسن (٢) ، وتذكر المصادر التاريخية أن علياً لم يوصِ إلى أحد من أبنانه وأنه قال « لا آمركم ولا أنهاكم » (٣).
ويقول المسعودي « وذكرت طائفة من الناس أن علياً لم يوصِ إلى ابنيه الحسن والحسين لأنهما شريكاه في آية التطهير وهذا قول كثير ممن ذهب إلى القول بالنص » (٤).
وقد انفرد المسعودي بهذا القول من بين المؤرخين.
« فلما توفي علي خرج الحسن إلى المسجد فاجتمع الناس إليه فبايعوه » (٥). وكانت بيعته التي أخذ على الناس أن يحاربوا من حارب ويسالموا من سالم ، فقال بعض من حضر والله ما ذكر السلم إلا ومن رأيه أن يصالح معاوية (٦).
ب ـ ويبدو أن الفترة التي تولى بها الحسن الخلافة ( ٤٠ هـ ) كانت مليئة بالاضطرابات فمعاوية قد تمكن من الشام ، كما أن كثيراً من أصحاب علي خرجوا بعد التحكيم.
__________________
(١) محمد حسين الزين : الشيعة في التاريخ ص ٢٦.
(٢) اليعقوبي : التاريخ ج ٢ ص ١٨٩.
(٣) المسعودي : مروج الذهب ج ٢ ص ٤٢٥.
(٤) المسعودي : مروج الذهب ج ٢ ص ٤٢٥. وآية التطهير قوله تعالى : ( إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ).
(٥) الدينوري : الأخبار الطوال ص ٢١٦.
(٦) البلاذري : أنساب الأشراف ج ٣ الورقة ٣ آ.