وكان لاستشهاد الحسين أثر كبير في نفوس شيعته وقد أغنت هذه الحادثة الأدب العربي بالروائع وألفت الكتب الكثيرة في وصف مقتل الحسين (١).
وهكذا كان « تبلور الحركة السياسية تحت اسم الشيعة كان بعد مقتل الحسين مباشرة » (٢).
فنلاحظ في أيام الحسين أن كلمة شيعة أصبحت تطلق مفردة فيقال الشيعة ولا يقال شيعة علي أو شيعة الحسين وهذا يعني أن مفهوم الشيعة كجماعة بدأ بالوضوح والتحديد.
ويرى الشيخ المفيد « أن كلمة شيعة إذا دخلت عليها أل التعريف فهي على التخصيص لأتباع أمير المؤمنين (٣).
وسوف يتوضح معنى كلمة شيعة أكثر بحركة التوابين.
هـ ـ ولما قتل الحسين بن علي (سنة٦١ هـ ) تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم ففزعوا إلى خمسة نفر من رؤوس الشيعة وهم سليمان بن صرد الخزاعي وكانت له صحبة والمسيب بن نجبة الفزاري وكان من خيار أصحاب علي وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي ، وعبد الله بن وال التيمي ، ورفاعة بن شداد البجلي ، ثم الفتياني ، فاجتمع هؤلاء في منزل سليمان بن صرد ومعهم ناس من وجوه الشيعة ، فتلاوموا على خذلانهم الحسين واتفقوا على قتل قتلته كما اتفقوا على تولية هذا الأمر « شيخ الشيعة » وصاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وذا السابقة والقدم سليمان بن صرد الخزاعي ، وخطب فيهم : « كونوا كتوابي بني إسرائيل إذ قال لهم نبيهم ، إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم
__________________
(١) كتاب اللهوف في قتلى الطفوف : ابن طاووس ( ت٦٦٤ هـ ) ، كتاب مثير الأحزان : ابن نما الحلي ( ت٦٥٤ هـ ) وكتاب مقتل الحسين للخوارزمي ( ت٥٦٨ هـ ) وكتاب عين العبرة في غبن العترة : جمال آل طاووس.
(٢) الشيبي : الصلة بين التشيع والتصوف ج ١ ص ١٧.
(٣) الشيخ المفيد : أوائل المقالات ص ٣.