وفي أيام عمر بن عبد العزيز ابتدأ أمر الشيعة العباسية التي دعت إلى أولاد العباس مستغلين فترة الهدوء وحسن معاملة عمر بن عبد العزيز واستمر الحال هكذا حتى ظهور زيد بن علي بن الحسين.
ز ـ وقد ظهر زيد بن علي وهو أخو محمد بن علي بن الحسين الباقر في زمن هشام بن عبد الملك فأقدمه هشام واتهمه أنه يطلب الخلافة وهو لا يستحقها لأنه ابن أمة ، وكانت مناقشات ثم أمر هشام بإخراج زيد خوفاً من لسانه (١). وقد اختلفت المصادر التاريخية في زمن خروج زيد ، فالدينوري يذكر أن زيداً خرج سنة ١١٨ هـ (٢).
أما البلاذري فيرى أن زيداً خرج في زمن الباقر وأنه لم يجد التأييد لحركته من الشيعة التي قالت بإمامة محمد الباقر (٣).
ولكن الباقر كما تذكر المصادر الإمامية وبعض المصادر التاريخية أنه توفي ما بين سنة ١١٤ هـ ـ ١١٧ هـ فيكون زيد قد خرج بعد وفاة الباقر أي في عصر الإمام جعفر الصادق (٤).
أما اليعقوبي فيذكر أن زيداً خرج سنة ١٢١ هـ (٥).
والطبري يرى أن زيداً قتل سنة ١٢١ هـ. أو ١٢٢ هـ على اختلاف الروايات (٦).
وعلى أية حال فالأرجح أن زيداً ثار سنة ١٢١ هـ أي في عصر الإمام الصادق.
وكانت الشيعة في زمن زيد أكثر من جماعة منهم الذين قالوا بإمامة محمد بن الحنفية وأولاده وأخرجوا الإمامة إلى محمد بن علي بن عبد الله
__________________
(١) اليعقوبي : التاريخ ج ٢ ص ٦٥.
(٢) الدينوري : الأخبار الطوال ص ٣٤٤.
(٣) البلاذري : أنساب الأشراف ج ٣ الورقة ٢٢ آ.
(٤) انظر الكليني ج ١ ص ٤٧٩ ابن رستم دلائل الإمامة ص ٩٤ ، اليعقوبي ج ٣ ص ٣٨٤.
(٥) اليعقوبي : التاريخ ج ٢ ص ٣٩١.
(٦) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج ٧ ص ١٨٠.