(١) الإمامة بنظر الشيعة :
ترى الشيعة أن علي بن أبي طالب هو الإمام بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتذهب إلى « أن النبي نص على علي بن أبي طالب بالإمامة ودل على وجوب فرض طاعته ولزومها لكل مكلف » (١).
ويناقش المرتضى مفهوم النص ويقول : وينقسم النص عندنا في الأصل إلى قسمين ، أحدهما يرجع إلى الفعل ويدخل فيه القول والآخر إلى القول دون الفعل ، ويقسم النص بالقول دون الفعل إلى نص جلي ونص خفي ، فالنص الجلي ما علم سامعوه من الرسول مراده منه ، أو هو النص الذي في ظاهره ولفظه التصريح بالإمامة والخلافة ، والنص الخفي لا نقطع على أن سامعيه من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم علموا النص بالإمامة منه اظطراراً ولا يمتنع عندنا أن يكونوا علموه استدلالاً من حيث اعتبار دلالة اللفظ (٢).
ويقسم المرتضى النص بالقول إلى قسمين « فقسم منه تفرد بنقله الشيعة الإمامية خاصة ، وإن كان بعض من لم يفطن بما عليه فيه من أصحاب الحديث قد روى شيئاً منه وهو النص الموسوم بالجلي ، والقسم الآخر رواه الشيعي والناصبي وتلقاه جميع الأمة بالقبول على اختلافها ، وإن كانوا قد اختلفوا في تأويله وهذا النص الخفي » (٣).
__________________
(١) الشريف المرتضى (ت ٤٣٦ هـ ) : الشافي في الإمامة ص ٨٥.
(٢) ن. م ص ٨٥.
(٣) ن. م ص ٨٥ والناصبي هنا يقصد به غير الشيعي كما يرد في المصادر الإمامية.