لك (ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) ، قال : «فأين هول المطلع فأين ضيق القبر وظلمة اللحد فأين القيامة والأهوال» فعاش رسول الله صلىاللهعليهوسلم ستة أشهر ثم لما خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى حجّة الوداع نزلت عليه في الطريق (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) (١) إلى آخرها فسمّى آية الصيف.
ثم نزل عليه وهو واقف بعرفة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (٢) الآية فعاش بعدها أحدا وثمانين يوما ، ثم نزلت عليه آيات الربا ، ثم نزلت بعدها (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) وهي آخر آية نزلت من السماء ، فعاش رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعدها أحدا وعشرين يوما.
قال ابن جريج : تسع ليال. سعيد بن جبير ومقاتل : سبع ليال ثم مات يوم الإثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأوّل حين زاغت الشمس سنة أحدى عشرة من الهجرة وأحدى من ملك أردشير شيرون بن أبرويز بن هرمز بن نوشروان.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلاَّ تَرْتابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٢٨٢))
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ) قال ابن عباس : لمّا حرّم الله الربا ، أباح السلم ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ) أي داين بعضكم بعضا ، والدين ما كان مؤجّلا والعين ما كان حاضرا ، يقال : دان فلانا يدينه ، إذا أعطاه الدين فهو دائن ، والمعطا مدين ومديون. قوله (إِذا تَدايَنْتُمْ) يدخل فيه الدين والنسيئة والسلم وما كان مؤجّلا من الحقوق.
فإنّما قال : (بِدَيْنٍ) والمداينة لا تكون إلّا بدين لأنّ المداينة قد [تكون] (٣) مجازاة وتكون معاطاة فأبان ذلك وقيّده بقوله (بِدَيْنٍ).
وقيل : هو بمعنى التأكيد كقوله : (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ) (٤) وقوله : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ
__________________
(١) سورة النساء : ١٧٦.
(٢) سورة المائدة : ٣.
(٣) غير مقروءة في المخطوط والظاهر ما أثبتناه.
(٤) سورة الأنعام : ٣٨.