قائمة الکتاب
فصل في الخيل «صفة خلقها»
٢٦
إعدادات
الكشف والبيان [ ج ٣ ]
الكشف والبيان [ ج ٣ ]
المؤلف :أبو إسحاق أحمد [ الثّعلبي ]
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :423
تحمیل
وقال ابن زيد وأبان بن ثعلب : المسومة : المعدّة للحرب والجهاد.
قال لبيد :
ولعمري لقد بلي كليب |
|
كلّ قرن مسوّم القتال |
قال الثعلبي : ورأيت في بعض التفاسير : أنّها الهماليخ.
فصل في الخيل «صفة خلقها»
روى الحسن بن علي عن أبيه علي عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله لما أراد أن يخلق الخلق قال للريح الجنوب : إنّي خالق منك خلقا. فأجعله عزّا لأوليائي ، ومذلة على أعدائي ، وجمالا لأهل طاعتي ، فقال الريح : أخلق. فقبض منها قبضة فخلق فيها فرسا.
فقال له : خلقتك عربيا وجعلت الخير معقودا بناصيتك ، والغنائم مجموعة على ظهرك ، عطفت عليك صاحبك ، وجعلتك تطير بلا جناح ، وأنت للطلب وأنت للهرب ، وسأجعل على ظهرك رجالا يسبّحوني ويحمدونني ، ويهلّلوني ويكبّروني ، تسبّحين إذا سبّحوا ، وتهلّلين إذا هلّلوا ، وتكبّرين إذا كبّروا».
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما من تسبيحة ، وتحميدة وتمجيدة ، وتكبيرة يكبّرها صاحبها وتسعه إلّا وتجيبه بمثلها» [١٦] (١).
ثم قال : «لما سمعت الملائكة صفة الفرس عاتبوا خالقها قالت : ربّ نحن ملائكتك نسبّحك ، ونحمدك فماذا لنا؟ فخلق الله لها خيلا بلقاء أعناقها كأعناق البخت ، قال : فلما أرسل الفرس الى الأرض فاستوت قدماه على الأرض صهل ، فقيل : بوركت من دابّة أذلّ بصهيله المشركين ، أذل به أعناقهم ، أملأ منه آذانهم ، وأرعب به قلوبهم.
فلما عرض الله على آدم من كل شيء قال : أختر من خلقي ما شئت ، فاختار الفرس. فقال له : اخترت عزّك وعزّ ولدك خالدا ما خلدوا وباقيا ما بقوا. [يلقح فينتج منه أولادك أبد الآبدين] بركتي عليك وعليه ؛ ما خلقت خلقا أحبّ الي منك ومنه» [١٧] (٢).
فضلها :
روى أبو صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة» [١٨] (٣).
__________________
(١) الدر المنثور : ٣ / ١٩٥.
(٢) كنز العمّال : ٤ / ٤٦٥ ، ح ١١٣٨٢ ، والدرّ المنثور : ٣ / ١٩٥ ، و: ٤ / ١١١.
(٣) مسند أحمد : ٢ / ٤٩.