قال الشاعر :
وذي ضغن كففت النفس عنه |
|
وكنت على مساءته مقيتا (١) |
وأنشد النضر بن [شميل] :
ولا تجزع وكن ذا حفيظه |
|
فأني عليّ ما ثناه لمقيت (٢) |
المبرد : قتّ الشيء أقوته وأقيته أي كففته أمر قوته ، ومجاهد : شاهدا ، وقال قتادة : حافظا ، والمقيت للشيء الحافظ له.
وقال الشاعر ، في غير هذا المعنى :
ليت شعري وأشعرن إذا ما |
|
قربوها منشورة ودعيت |
إليّ الفضل أم عليّ إذا حوسبت |
|
إنّي على الحساب مقيت (٣) |
أي موقوف عليه وقال الفرّاء : المقيت المقتدر أن يعطي كل رجل قوته.
وجاء في الحديث : وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت (٤) ويقيت ، ثم نزل في قوم بخلوا برد السلام (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها) على المسلمين أي زيدوا عليها كقول القائل : السلام عليكم فيقول : وعليكم السلام ورحمة الله ونحوها ، ومن قال لأخيه المسلم : السلام عليكم كتب له بها عشر حسنات ، فإن قال : السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة ، فإن قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب له ثلاثون حسنة ، وكذلك لمن ردّ من الأجر.
قال ابن عباس : ومن يسلم عشر مرات فله من الأجر عتق رقبة وكذلك لمن ردّ السلام عشر مرات (أَوْ رُدُّوها) بمثلها على أهل الكتاب وأهل الشرك فإن كان من أهل دينه فليزد عليه بأحسن منها ، وإن كان من غير أهل دينه فليقل وعليكم لا يزيد على ذلك.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا سلّم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم» (٥) [٣٧٤].
(إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً) من رد السلام مثله أو بأحسن منه (حَسِيباً) أي حاسبا مجازيا.
وقال مجاهد : حافظا. أبو عبيدة : كافيا مقتدرا ، يقال حسبي كذا أي كفاني.
__________________
(١) لسان العرب : ٢ / ٧٦ ، تفسير الطبري : ٥ / ٢٥٦.
(٢) كذا في المخطوط ولم نجده.
(٣) تفسير الطبري : ٥ / ٢٥٧.
(٤) تفسير القرطبي : ٥ / ٢٩٦ ، وسنن أبي داود : ١ / ٣٨١.
(٥) مسند أحمد : ٣ / ٩٩.