والمراد من الدينار هو معناه المعروف ، وهو المثقال من الذهب الخالص عرفا المضروب بسكّة المعاملة ، والمراد من المثقال ؛ المثقال الشرعي.
وفي «الذكرى» : قدّره الشيخان بعشرة دراهم جياد (١).
والذي ظهر من الأخبار وغيرها أنّ الدينار في زمان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كان قيمته كما ذكرا ، ولذا بنوا أمر الديات على ذلك.
والأظهر على القول بالوجوب عدم إجزاء القيمة ـ كما في سائر الكفّارات ـ مع أنّه بملاحظة نصف دينار وربعه ربّما يظهر التأمّل ، لعدم معلوميّة كونهما مضروبين في عادة ذلك الزمان ، إلّا أنّ الأحوط أيضا ذلك بلا تأمّل.
وأمّا على القول بالاستحباب ؛ فالدائرة وسيعة كما عرفت ، إلّا أنّ أولويّة إعطاء نفس الدينار بعد بمكانها.
ومصرف هذه الكفّارة مصرف غيرها ، وفي بعض الأخبار صرّحوا عليهمالسلام بلفظ المساكين (٢) ، ولا بدّ أن يكونوا من أهل الإيمان على ما صرّح به جماعة من أصحابنا (٣) ، ووجهه سيذكر في موضعه.
ولا يعتبر التعدّد في المساكين ، لإطلاق النصّ (٤) ، نعم على القول بالاستحباب ورد أنّه يتصدّق على عشرة مساكين (٥) ، وعلى سبعة نفر من المؤمنين (٦).
__________________
(١) ذكرى الشيعة : ١ / ٢٧٩ مع اختلاف يسير.
(٢) وسائل الشيعة : ٢ / ٣٢٧ الحديث ٢٢٦٧ و ٢٢٦٨ ، ٣٢٨ الحديث ٢٢٧١.
(٣) منهم العلّامة في نهاية الإحكام : ١ / ١٢١ ، السبزواري في ذخيرة المعاد : ٧١.
(٤) لاحظ! وسائل الشيعة : ٢ / ٣٢٧ الباب ٢٨ من أبواب الحيض.
(٥) وسائل الشيعة : ٢ / ٣٢٧ الحديث ٣٢٦٨.
(٦) وسائل الشيعة : ٢٢ / ٣٩١ الحديث ٢٨٨٦٧.