الخلاف ، واحترازا عمّا ورد عنهم عليهمالسلام من قولهم : «جنّبوا مساجدكم النجاسة» (١) ، وسيجيء تمام الكلام.
وأمّا جواز المسجدين الحرامين ، فحرام عليها ـ كالجنب ـ لحرمة الدخول عليهما مطلقا ، بالوفاق والنصّ وهو قوله عليهالسلام في رواية ابن مسلم : «ولا يقربان المسجدين الحرامين» (٢) ، وهو منجبر بعمل الأصحاب ، مضافا إلى قوّة نفس السند ، والتأيّد بأنّ الحائض كالجنب في أمثال هذه الأحكام ، وظهور الموافقة في أكثرها من النصوص ، وأنّ المسجدين لهما زيادة حرمة ، فتوقّف «المعتبر» (٣) في ذلك ليس بمكانه.
وهل الحيض يجتمع مع الحمل؟ فيه مذاهب :
الأوّل : نعم ، مطلقا ، وهو اختيار ابن بابويه والمرتضى والعلّامة (٤).
والثاني : لا ، كذلك ، وهو قول ابن الجنيد والمفيد ، والمحقّق في «الشرائع» (٥).
والثالث : ما تجده في أيّامها فهو حيض ، وما تراه بعد عادتها بعشرين يوما ، فليس بحيض ، وهو قول الشيخ في «النهاية» وكتابي الحديث ، والمحقّق في «المعتبر» (٦).
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٥ / ٢٢٩ الحديث ٦٤١٠.
(٢) تهذيب الأحكام : ١ / ٣٧١ الحديث ١١٣٢ ، وسائل الشيعة : ٢ / ٢٠٩ الحديث ١٩٤٧.
(٣) المعتبر : ١ / ٢٢٢.
(٤) المقنع : ٥٠ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ٥١ ذيل الحديث ١٩٧ ، الناصريّات : ١٦٩ المسألة ٦١ ، تحرير الأحكام : ١ / ١٣ ، منتهى المطلب : ٢ / ٢٧٤ ، مختلف الشيعة : ١ / ٣٥٦.
(٥) نقل عن ابن الجنيد في مختلف الشيعة : ١ / ٣٥٦ ، عن المفيد في منتهى المطلب : ٢ / ٢٧٣ ، شرائع الإسلام : ١ / ٣٢ ، المختصر النافع : ٩.
(٦) النهاية للشيخ الطوسي : ٢٥ ، تهذيب الأحكام : ١ / ٣٨٨ ذيل الحديث ١١٩٦ ، الاستبصار : ١ / ١٤٠ ذيل الحديث ٤٨١ ، المعتبر : ١ / ٢٠١.