أنّ زمان الأئمّة عليهمالسلام ما كان يمكن تحقّق مضمون الصحاح.
فإن قلت : إذا كان مضمون الصحاح ما كان يمكن أن يتحقّق في زمانهم ، فأيّ فائدة في ذكرها؟
قلت : ما أردت من هذا الاعتراض؟ إن أردت أنّ إثبات هذا المضمون كان يتحقّق في زمانهم ، فأيّ عاقل يجوز هذا حتّى يريد إثباته؟ لما عرفت من بداهة عدم إمكان التحقّق ، وبعد البداهة كيف يبقى لهذا الاعتراض وجه؟
مع أنّ مقتضى هذه الصحاح وجوب الجمعة من دون الشروط المسلمة ففيه فساد من جهة اخرى بالبديهة.
فأيّ فائدة في ذكر هذه الصحاح التي ظاهرها فاسد بالبديهة؟ فإذا كانت الصحاح موافقة للحقّ كما ذكرنا ـ أنت تقول : أيّ فائدة في ذكرها؟ وإذا كانت مخالفة للحقّ يصير الإنكار والاستغراب أشدّ ، ثمّ أشدّ ، فكيف ترضى بهذا مع مخالفته للحقّ والأصل والظاهر وغير ذلك؟! وتتعجّب منها إذا كانت موافقة للحقّ والأصل والظاهر وغير ذلك؟!
مع أنّا نقول : ربّما كانت الفائدة فيه هي الفائدة في ذكر الأحاديث الدالّة على وجوب الجهاد مع كثرتها ، ونهاية المبالغة والتأكيد فيه ، وذكر الأحكام الكثيرة التي امتلأت كتب الفقهاء منها ، كما امتلأت كتب الأحاديث منها ومن غيرهما ممّا هو مختصّ بالإمام أو نائبه الخاصّ ، وذلك ليس بعزيز ، بل كثيرا ما يذكرون خواصّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة عليهمالسلام ويطولون الكلام.
وأيضا ربّما كانت الفائدة دفع الطعن من العامّة عنهم وعن الشيعة بأنّهم يحرّمون الجمعة ، كما نشاهد أنّهم في الأعصار والأمصار كانوا يطعنون عليهم.
وأيضا ورد عنهم عليهمالسلام : «إنّ أحاديثنا فيها مجمل كمجمل القرآن ومتشابه