كتابه : لم يذكر البخاري هذه الزيادة وهى في حديث عبد الله بن المختار وخالد بن عبد الله الواسطي ويزيد بن زريع ومحبوب بن الحسن وشعبة كلهم عن خالد الحذاء ورواه اسحاق عن عبد الوهاب (١) هكذا قال : واما حديث عبد الوهاب الذي اخرجه البخاري دون الزيادة فلم يقع الينا من غير حديث البخاري ، هذا آخر معنى ما قاله أبو مسعود (٢).
قال يحيى بن الحسن : فهذه الاخبار الصحاح التي لا يمكن الطعن فيها لانه لو امكن الطعن فيها لتوجه الطعن على غيرها من الصحاح ، وفى ذلك ابطال لسائر الاخبار وهذا لا يقوله عاقل لاو يحكم به ذو بصيرة ، تشهد بان الفئة التي يدعوا إليها عمار فئة اهل الجنة ، وبان الفئة التي تحارب عمارا أو تقتله ، هي الفئة الباغية ، وهى من اهل النار وبلا خلاف بين الامة ان معاوية وحزبه هم قتلة عمار بصفين وعمار كان من فئة امير المؤمنين (ع).
٥٤٤ ـ ومن صحيح البخاري في الجزء الخامس منه في رابع كراسة من اوله وبالاسناد المقدم قال : حدثنا عبيدالله بن موسى ، عن اسرائيل عن ابى اسحاق ، عن البراء قال : لما اعتمر النبي صلى الله عليه وآله في ذى القعدة فأبى أهل مكة ان يدعوه يدخل مكة ، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة ايام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا : ولا نقر بهذا ، لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا ، ولكن أنت محمد بن عبد الله ، فقال : أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله ثم قال لعلى بن ابى طالب عليه السلام امح «رسول الله» قال على عليه السلام : لا.
والله لا امحوك ابدا ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الكتاب وليس يحسن يكتب ، فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله : لا يدخل مكة السلاح الا السيف في القراب وأن لا يخرج من اهلها باحد ان اراد أن يتبعه بها وان لا يمنع من اصحابه احدا ان اراد ان يقيم بها ، فلما دخلها
__________________
(١) وفى نسخة اسحاق ، بن عبد الوهاب.
(٢) وفى نسخة ابن مسعود.