سورة هود (ع)
مكية ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثني أبو بكر محمد بن إسحاق ، محمد بن علي بن محمد ، محمد بن علي بن صالح عن ابن إسحاق عن أبي جحيفة قال : قيل : يا رسول الله قد أسرع إليك المشيب ، قال : «شيبتني هود وأخواتها : الحاقة ، والواقعة ، و (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) ، و (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ)» [٩١] (١).
وعن زيد قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام فقرأت عليه سورة هود فلمّا ختمتها قال : يا زيد قرأت ، فأين البكاء؟.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١) أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (٢) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (٣) إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤) أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٥) وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٦))
(الر كِتابٌ) قيل (الر) مبتدأ و (كِتابٌ) خبره ، وقيل : (كِتابٌ) رفع على خبر ابتداء مضمر تقديره : هذا كتاب (أُحْكِمَتْ آياتُهُ) قال ابن عباس : (أُحْكِمَتْ آياتُهُ) : لم تنسخ بكتاب كما نسخت الكتب والشرائع بها (ثُمَّ فُصِّلَتْ) بيّنت بالأحكام والحلال والحرام ، قال الحسن وأبو العالية : (فُصِّلَتْ) : فسّرت (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلَّا تَعْبُدُوا) يحتمل أن يكون موضع أن رفعا على مضمر تقديره : وفي ذلك الكتاب أن لا تعبدوا ، ويحتمل أن يكون محله نصبا بنزع الخافض تقديره : ثم فصّلت أن لا تعبدوا (إِلَّا اللهَ) أو لئلّا تعبدوا إلّا الله.
(إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ) من الله (نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) وأن عطف على الأول (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ)
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ٥ / ٢٣٩.